حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 192 - الجزء 2

  · (لكن) مشدّدة النون - حرف ينصب الاسم ويرفعُ الخبر، وفي معناها ثلاثة أقوال:

  أحدها، وهو المشهور أنه واحد وهو الاستدراك، وفُسِّر بأن تنسب لما بعدها حكماً مخالفاً لحكم ما قبلها، ولذلك لا بد أن يتقدَّمها كلام مناقض لما بعدها، نحو: «ما هَذَا سَاكِناً لكنه متحرك»، أو ضدّ له، نحو: «ما هذا أبْيَضَ لكنه أسود»، قيل: أو خلاف، نحو: «ما زيد قائماً، لكنه شارب» وقيل: لا يجوز ذلك.

  والثاني: أنها تَرِدُ تارةً للاستدراك وتارة للتوكيد قاله جماعة منهم صاحب البسيط، وفسروا الاستدراك برفع ما يُتَوَهَّم، ثبوتُه، نحو: «ما زيد شجاعاً، لكنه كريم»، لأن الشجاعة والكرم لا يكادان يفترقان، فَنَفْي أحدهما يُوهِمُ انتفاء الآخر، و «ما قام زيد لَكِنَّ عمراً قام»، وذلك إذا كان بين الرجلين تلابس أو تماثل في الطريقة، ومثلوا


  (لكن) قوله: (مشددة النون) لا يصح رفعه خبراً عن لكن لأنه ليس المقصود الإخبار عنها بذلك كما لا يخفى، بل هو نصب بتقدير أعني، والجملة معترضة. بين المبتدأ والخبر أو على الحالية بناءً على جواز مجيء الحال من المبتدأ أو بتقدير مضاف، أي: تفسير لكن مشددة النون وشرط مجيء الحال المضاف إليه موجود وهو كون المضاف من يعمل عمل الفعل، وأيضاً كونه كالجزء في صحة الاستغناء عنه بالمضاف إليه كما فعل المصنف قوله: (انه) أي: معناها وقوله: وهو الاستدراك أي: ولا نأتي لغيره أصلاً. قوله: (بأن تنسب لما بعدها حكماً) فيه أن النسبة من أوصاف الناسب لا أوصاف من الحرف والاستدراك في الحقيقة كون ما قبلها مخالفاً لما بعدها في الحكم مخالفة قوية. قوله: (مخالفاً) أي: مخالفة قوية بأن يكون على وجه الضدية الخ لا مجرد المخالفة. قوله: (كلام مناقض لما بعدها) المراد مناقض باعتبار محموله لكن الحركة والسكون ضدان فكأنه لاحظ مساواتهما للنقيضين عرفاً وفي تناقض المفردات خلاف بسطه عبد الحكيم على الخيالي فإنها في ذاتها تجتمع تحققاً إلا إذا قيدت بمحل واحد. قوله: (مناقض) ليس المراد حقيقة المناقضة، بل ذلك ليس بلازم وإنما المراد ما يشتمل المساوي للنقض. قوله: (قيل أو خلاف) أي: بأن يكون الأمران متخالفين. قوله: (والثاني) أي: من الأحوال، أي: فالمعنى على هذا يتعدد قوله: (صاحب البسيط) هو ابن أبي الربيع. قوله: (برفع ما يتوهم ثبوته) أي: أو نفيه ففيه اكتفاء أو يقال المراد بالثبوت مطلق ثبوت، ولو كان في نفسه عدماً والثبوت في المثالين انتفاء الكلام وانتفاء قيام الرجل الآخر، ولو قال إثبات ما يتوهم رفعه لكان مصدوقه الكرم والقيام.

  قوله: (تلابس) أي تلازم بأن كان أحدهما ملازماً للآخر إن قام قام الآخر، وقوله: أو تماثل أي: في الطريقة ككونهما عاليمن أو نجارين وإنما لم نرد بالتلابس ما هو أعم