· (لكن) ساكنة النون
  ولا يكون الاسم فيهما «مَنْ»، لأن الشرط لا يعمل فيه ما قبله. ولا تدخل اللام في خبرها خلافاً للكوفيين، احتجوا بقوله [من الطويل]:
  ... ... ... ... ... وَلكِنَّني مِنْ حُبِهَا لَعَمِيدُ
  ولا يعرف له قائل ولا تتمة ولا نظير ثم هو محمول على زيادة اللام. أو على أن الأصل «لكن إنني» ثم حذفت الهمزة تخفيفاً ونون لكن للساكنين.
  ***
  · (لكن) ساكنة النون - ضربان: مخففة من الثقيلة، وهي حرف ابتداء، لا يعمل خلافاً للأخفش ويونس، لدخولها بعد التخفيف على الجملتين، وخفيفة بأصل الوضع، فإن وليها كلامٌ فهي حرف ابتداء لمجرّد إفادة الاستدراك، وليست عاطفة،
  والسلاح والأعزل الذي لا سلاح. قوله: (لأن الشرط لا يعمل فيه ما قبله) محله ما لم يكن العامل حرفاً جاراً أو مضافاً أما إذا كان أحدهما فيعمل متقدماً نحو بمن تمرر امرر وغلام من تضرب اضرب اهـ. دماميني؛ لأن المضاف والمضاف إليه والجار والمجرور كالكلمة الواحدة كما مر.
  (لكن) قوله: (ساكنة) حال من المضاف إليه أي: تفسير لكن حال كونها ساكنة النون ضربان وفيه أن تفسيرها ليس ضربين، فالأولى أن لكن مبتدأ وضربان خبر وساكنة النون خبر بعد خبر وفيه أنه ليس القصد الإخبار بالسكون، فالأولى جعله حالاً أما المبتدأ على قول مزيراه أو حال من المضاف إليه، ويقدر المضاف أقسام أو أضرب. قوله: (لدخولها بعد التخفيف) فالتخفيف أزال اختصاصها بالاسمية. قوله: (وخفيفة الخ) أي: وموضوعة. من أول الأمر هكذا مخففة وهذا هو الضرب الثاني. قوله: (فإن وليها كلام) أي: جملة قال الدماميني تقدم أنها تكون مخففة من الثقيلة، وأنها تدخل إذ ذاك على الجملتين، فنظر بماذا تتميز الخفيفة من المخففة إذا دخلت على جملة والجواب أن هذا المعنى لا يعود إلى أصل المعنى والحاصل أن لكل الخفيفة تارة يقع بعدها جملة وتارة مفرد فإذا وقع بعدها جملة كانت حرف ابتداء عاطفة ولا عمل لها، وإن كان الواقع بعدها مفرداً فهي عاطفة بشرطين الخ، وهذا مذهب البعض من أن لكن دائماً مخففة من الثقيلة ولا تكون خفيفة بحسب الوضع ومذهب المصنف أنها تكون مخففة وخفيفة فالأولى تدخل على الجملتين للابتداء والثانية تدخل على الجملة وعلى المفرد، فالأولى للابتداء والثانية عاطفة بشروط.
= اللغة: ينوبه: ينزل به عُدّة الرجل: ما أعده لحوادث الدهر من المال والسلاح.
المعنى: من لا يتهيأ ويعدّ لحوادث الدهر عدتها يلقها وهو أعزل ممّا يواجهها به؛ يريد أن على الإنسان دوام الاستعداد فالمصائب لا بد آتية.