حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 202 - الجزء 2

  ولا دليل فيهما: لجواز كون «ليس» فيهما شَأْنِيَّة.

  الموضع الثالث: أن تدخل على الجملة الفعلية أو على المبتدأ والخبر مرفوعين كما مثلنا، وقد أجبنا ذلك.

  الرابع: أن تكون حرفاً عاطفاً، أثبت ذلك الكوفيون أو البغداديون، على خلافٍ بين النقلة، واستدلوا بنحو قوله [من الرجز]:

  ٤٩٠ - أينَ المَفَرُ وَالإِلهُ الطَّالِبُ، ... وَالأَشْرَمُ الْمَعْلُوبُ، لَيْسَ الْغَالِبُ

  وخرج على أن «الغالب» اسمها والخبر محذوف؛ قال ابن مالك: وهو في الأصل ضمير متصل عائد على الأشرم، أي لَيْسَهُ الْغالِبُ، كما تقول: «الصديق كانه زيد» ثم حُذِف لاتصاله ومقتضى كلامه أنه لولا تقديره متصلاً لم يجز حَذْفُه، وفيه نظر.


  متعلق بمبذول والبذل الجود والإعطاء والمعنى أن وصلها على تقدير الفوز به المزيد لما بي من المرض لكنها لا تجود به قوله: (ولا دليل فيهما) أي: في البيت وقولهم: على كون ليس قدرت حرف نفي مهمل قوله: (الموضع الثالث) أي: من المواضع التي تخرج فيها ليس على رفع الاسم ونصب الخبر وكذا يقال في الرابع. قوله: (كما مثلناه) يعني: ليس خلق الله مثله والبيت بعده قوله: (وقد أجبنا الخ) أي: بقول لجواز كون ليس فيهما شأنية. قوله: (والأشرم) هو أبرهة كبير جيش الفيل الذين أتوا لهدم الكعبة كان مشروم الأنف. قوله: (ومقتضى كلامه) حيث علل حذفه بالاتصال فقال ثم حذف لاتصاله. قوله: (وفيه نظر) أي: لإمكان تقدير المحذوف منفصلاً، أي: ليس الغالب إياه.


=٧٨؛ وتذكرة النحاة. ص ١٤١، ١٦٦؛ والدرر ٢/ ٤٢؛ ولذي الرمة في شرح أبيات سيبويه ١/ ٤٢١؛ ولهشام أخي ذي الرمة في شرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٤؛ والكتاب ١/ ٧١، ١٤٧؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ٢/ ٨٦٨؛ ورصف المباني ص ٣٠٢؛ وشرح المفصل ٣/ ١١٦؛ والمقتضب ٤/ ١٠١ وهمع الهوامع ١/ ١١١).

اللغة: الداء: المرض. مبذول: اسم فاعل من بذل أي أعطى وجاد.

المعنى: وما مرضي إلا البين منها وما تجود علي بوصالها فأشفى.

٤٩٠ - التخريج: الرجز لنفيل بن حبيب الحميري في الدرر (٦/ ١٤٦؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٠٥؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١٢٣؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٩٨؛ وهمع الهوام ٢/ ١٣٨).

اللغة: المفر: المهرب المغلوب: المهزوم. الأشرم: مشقوق الأنف.

المعنى: أين الهرب لك يا كبير الأحابيش من غضب الله. انظر الآن، إنك المغلوب بكل عظمتك وجيشك لا الغالب.