· (ما): تأتي على وجهين: اسمية وحرفية
- حرف الميم -
  · (ما): تأتي على وجهين: اسمية وحرفية، وكل منهما ثلاثة أقسام. فأما أوجه الاسمية.
  فأحدها: أن تكون معرفة، وهي نوعان: ناقصة، وهي الموصولة، نحو: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ}[النحل: ٩٦]، وتامة، وهي نوعان: عامة أي: مقدّرة بقولك الشيء، وهي التي لم يتقدمها اسم تكون هي وعاملها صفة له في المعنى، نحو: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}[البقرة: ٢٧١] أي: فنعم الشيء هي؛ والأصل: فنعم الشيء إبداؤها، لأن الكلام في الإبداء لا في الصدقات، ثم حذف المضاف وأُنيب: عنه المضاف إليه، فانفصل وارتفع وخاصَّة وهي التي تقدمها ذلك، وتقدر من لفظ ذلك الاسم، نحو: «غَسَلْتُه غَسْلاً نِعما» و «دَقَقْتُه دقًّا نِعِمَّا»، أي: نعم الغسل ونعم الدق. وأكثرهم لا يثبت مجيء «ما» معرفة تامة، وأثبته جماعة منهم ابن خروف ونقله عن سيبويه.
  والثاني: أن تكون نكرة مجردة عن معنى الحرف، وهي أيضاً نوعان: ناقصة، وتامة.
حرف الميم
  (ما) قوله: (وهي الموصولة) التي بمعنى الذي أو التي وسميت ناقصة لاحتياجها إلى الصلة بحيث لا تتم إلا بها قوله: (عامة) أي: لا تفتقر إلى شيء في تعيين معناها. قوله: (مقدرة بقولك الشيء) أي: وأل فيه إما للجنس أو الاستغراق. قوله: (فنعما هي) نعم فعل ماض وما فاعل وهو مخصوص بالمدح. قوله: (وهي التي تقدمها ذلك) أي: اسم تكون هي وعاملها صفة له في المعنى، وإنما قيدنا بقولنا في المعنى؛ لأن الوصف في صناعة النحو محذوف عامل في جملة ما والأصل غسلاً مقولاً فيه نعم الغسل؛ لأن الإنشاء لا يوصف به كما قالوا في:
  جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط
  قوله: (غسلاً نعماً الخ) غسلاً هذا هو الاسم ونعم وما صفة له في المعنى. قوله: (تامة) أي: بنوعيها العامة والخاصة أي بل يقولون إما معرفة ناقصة أو نكرة مجردة عن معنى الحرف أو مضمنة معناه ويجعلون ما في الأمثلة السابقة موصولة تصرف في صلتها بالحذف أو مقدرة بشيء هكذا نكرة قوله: (والثاني) أي: من أوجه الاسمية. قوله: نكرة مجردة) أي: ليست مضمنة معنى الحرف بخلاف التي ضمنت معناه كالشرطية