· (ما): تأتي على وجهين: اسمية وحرفية
  فالناقصة هي الموصوفة، وتُقدَّر بقولك: «شيء»، كقولهم: «مَرَرْتُ بِمَا مُعْجِبٍ لك»، أي: بشيء معجب لك، وقوله [من الطويل]:
  ٤٩١ - لِمَا نَافِعِ يَسْعَى اللبِيبُ، فَلا تَكُنْ ... لِشَيْءٍ بَعِيدٍ نَفَعُهُ الدَّهْرَ سَاعِيَا
  وقول الآخر [من الخفيف]:
  ٤٩٢ - رُبَّمَا تَكْرَهُ النُّفُوسُ من الأمرِ ... لَهُ فَرْجَةً كَحَلُ الْعِقَالِ
  والاستفهامية. قوله: (هي الموصوفة) أي: بمفرد كما في المثال والشاهد الأول أو بجملة كما في الشاهد الثاني، وإنما كانت ناقصة لافتقارها للصفة بحيث لا تتم إلا بها. قوله: (مررت بما معجب لك) ما نكرة موصوفة معجب لك صفتها. قوله: (لما نافع) أي: لشيء نافع يسعى اللبيب أي: لا ينبغي أن يكون سعيه إلا لشيء نافع وقوله: فلا تكون الفاء فصيحة وقوله: الدهر معمول لنفعه هو فاعل لبعيد؛ لأنه صفة مشبهة وساعياً خبر يكن. قوله: (ربما تكره الخ) هذا البيت من بحر الخفيف من لامية ابن أبي الصلت وقبله:
  يا قليل العزاء في الأهوال ... وكثير الهموم في الأوجالِ
  صبر النفس عند كل ملم ... إن في الصبر حيلة المحتال
  لا تضيق بالأمور ذرعاً فقد ... يكشف غماؤها بغير احتيالِ
  قد يصاب الجبان في آخر الصف ... وينجو مقارع الألطالٍ
  يحكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان له غلام ماهر في الشعر، فوشى به إلى الحجاج فطلبه يشتريه منه، فلما كلمه بذلك قال له إنه مدبر، فلما خرج من عنده قال له
٤٩١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح الأشموني ١/ ٧٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٧).
اللغة: السعي: المشي أو طلب الرزق. اللبيب: العاقل.
المعنى: إن العاقل من يعمل ما يفيد فلا تعمل ما يفسد عليك ويضرك، ولا تعمل ما نفعه بعيد بعيد المنال.
٤٩٢ - التخريج: البيت لأمية بن أبي الصلت في (ديوانه ص ٥٠؛ والأزهية ص ٨٢، ٩٥؛ وحماسة البحتري ص ٢٢٣؛ وخزانة الأدب ٦/ ١٠٨، ١١٣، ١٠/ ٩؛ والدرر ١/ ٧٧؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣؛ والكتاب ٢/ ١٠٩؛ ولسان العرب ٢/ ٣٤١ (فرج)؛ وله أو لحنيف بن عمير أو لنهار ابن أخت مسيلمة الكذاب في شرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٧، ٧٠٨؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٨٤؛ وله أو لأبي قيس صرمة بن أبي أنس أو لحنيف في خزانة الأدب ٦/ ١١٥؛ وبلا نسبة في إنباه الرواة ٤/ ١٣٤؛ وأساس البلاغة ص ٣٢٧ (فرج)؛ والأشباه والنظائر ٣/ ١٨٦؛ وأمالي المرتضى ١/ ٤٨٦؛ والبيان والتبيين ٣/ ٢٦٠؛ وجمهرة اللغة ص ٤٦٣؛ وجواهر الأدب ص ٣٦٩؛ وشرح الأشموني ١/ ٧٠؛ وشرح المفصل ٤/ ٣٥٢، ٨/ ٣٠؛ والمقتضب ١/ ٤٢؛ وهمع الهوامع ١/ ٨).
اللغة والمعنى: ضاق بالشيء: لم يُطقه. عماؤها شدّتها. فرجة: انفراج. يقول: تسلخ بالصبر، فقد تزول الشدّة من غير مشقة، وكم من أمور تكرهها النفوس تنحل بأيسر السبل.