فصل
فإنَّني أكرمه ولكن أُخْبِرْني عن كذا.
الخامس: أن تكون «ما» زائدة و «ذا» للإشارة، كقوله [من الوافر]:
٥٠٠ - أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا، يا فَرُوقُ، ... وَحَبْلُ الْوَصْلِ مُنْتِكثٌ حَذيقُ
«أنوراً» بالنون أي: أَنفاراً، سَرْع: أصله بضم الراء فخُفِّف، يقال: سَرُعَ ذا خروجاً، أي: أسْرَعَ هذا في الخروج، قال الفارسي: يجوز كون «ذا» فاعل سَرْع، و «ما» زائدة، ويجوز كون «ماذا» كله اسماً كما في قوله [من الوافر]:
دَعِي مَاذَا عَلِمْتِ سَأَتَّقِيهِ ... [وَلَكِنْ بِالْمُغَيَّبِ نبئيني]
السادس: أن تكون «ما» استفهاماً و «ذا» زائدة، أجازه جماعة منهم ابن مالك في نحو: «ماذا صنعت»، وعلى هذا التَّقدير فينبغي وجوب حذف الألف في نحو: «لم ذا
زائدة) أي: أنها حرف زائد قوله: (أنوراً) منصوب على التمييز مقدم على عامله وهمزته للاستفهام والعامل فيه سرع والأصل سرع نور ذا وسرع فعل ماض إذ أصله زائدة وذا فاعل سرع والمعنى أسرع هذا نفاراً يا فروق وفروق اسم امرأة وهي مرخمة أي يا فروقة وتمام البيت:
وحبل الوصل منتكث حذيق
بقال امرأة فروق أي خائفة ومنتكث بمعنى منتقض وحذيق بالذال المعجمة مقطوع. قوله: (أي أسرع هذا في الخروج) الأولى أسرع هذا خروجاً لأن خروجاً تمييز لا أنه نصب على نزع الخافض إلا أن يقال إن هذا حل معنى لا صناعي. قوله: (ويجوز كون الخ) هذا مقابل لقوله الخامس أن تكون ما زائدة قال الدماميني وأحسن من هذين التخريجين جعل نوراً نصباً على أنه مصدر معمول لمحذوف أي أنرت نوراً أي أنفرت نفاراً أو أسرع فعلا ماضياً مسنداً إلى ضمير عائد على نور والجملة صفة أنفرت نفاراً سريعاً وقوله ماذا مبتدأ وخبر على أن تكون ما استفهامية وذا اسم إشارة والاستفهام تعجبي أو إنكاري ولا غبار على هذا اهـ كلامه قوله (أسو) أي: للإشارة وقوله كما الخ تنظير في كون مجموع الكلمتين اسماً، وإن كان أحدهما اسم إشارة والآخر موصولاً.
٥٠٠ - التخريج البيت لمالك بن زغبة الباهلي في (لسان العرب ٥/ ٢٤٤ (نور)، ٨/ ١٥٢ (سرع)؛ ولزغبة الباهلي في لسان العرب ١٠/ ٤٠ (حذف)؛ ولزغبة أو لجزء بن رباح الباهلي في لسان العرب ١٠/ ٣٠ (بوق)؛ وللباهلي في إصلاح المنطق ص ٣٥، ١٢٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧١٤؛ وبلا نسبة في مجالس ثعلب ٢٠٧؛ والمحتسب ١/ ١٨٢).
اللغة: المرأة النور: المرأة النافرة ريبة. فروق: خائفة وهو اسم علم أنثى. منتكث: منقوض. حذيق: مقطوع.
المعنى: ما أسرع ما نفرت يا فروق، فهل لوصلك من عودة.