وأما أوجه الحرفية
  وتبعه الزمخشري، وحمل عليه قوله تعالى: {أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ}[البقرة: ٢٥٨]، {إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا}[النساء: ٩٢] {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ}[غافر: ٢٨]، ومعنى التعليل في البيت والآيات مُمكن، وهو متفق عليه؛ فلا مَعْدِلَ عنه.
  وزعم ابن خروف أن «ما» المصدرية حرفٌ باتفاق، ورَدَّ على مَنْ نقل فيها خلافاً، والصواب مع ناقل الخلاف، فقد صرّح الأخفش وأبو بكر باسميتها، ويُرجّحه أن فيه تخلصاً من دعوى اشتراك لا داعي إليه؛ فإن «ما» الموصولة الاسمية ثابتة باتفاق، وهي موضوعة لما لا يعقل، والأحداث من جملة ما لا يعقل، فإذا قيل: «أعجبني ما قمت» قلنا التقدير: أعجبني الذي قمته؛ وهو يعطي معنى قولهم: أعجبني قيامك؛ ويردُّ ذلك أن نحو «جلست ما جلس زيد» تريد به المكان ممتنع مع
  أحزن مني وقوله: إن يهان صغيرها أي وقت إهانة صغيرها قوله: (ومعنى التعليل الخ) رد على ابن جنى وقوله في البيت أي بأن يقال المعنى من أجل أن يهان. قوله: (والآيات) أي بأن يقال المعنى من أجل إن آتاه الله الملك ومن أجل أن يقول ربي الله. قوله: (إن المصدرية) أي: التي تسبك مع ما بعدها بمصدر سواء كانت زمانية أو لا. قوله: (باسميتها) أي: إنها اسمية بمعنى الذي سواء كانت زمانية أو لا لكن لا تقع إلا على الأحداث فيقولون أعجبني ما قمت وهو معنى قولهم أعجبني قيامك. قوله: (ويرجحه) أي: القول بالاسمية. قوله: (من دعوى اشتراك) أي: لازم على القول بالحرفية لأنه يلزمه أنها تارة تكون موصولاً حرفياً وتارة تكون موصولاً اسمياً قوله: (فإن ما الموصولة) أي: إنما كان فيه تخلصاً لأن ما الموصولة الخ. قوله: (والأحداث من جملة ما لا يعقل) أي: فتكون الأحداث مدلولة لما الموصولة والحاصل أن ما الموصولة موضوعة لما هو أعم من الذوات الغير العاملة وأحداث لكن خصوا ما دل على الأحداث باسم المصدرية وما دل على الذوات باسم الموصولة فظهر من هذا أنه لا اشتراك أصلاً قوله: (ما قمت) ما هنا هي المصدرية لأنها تؤول ما بعدها بمصدر أي أعجبني قيامك. قوله: (أعجبني الذي قمته) أي: القيام الذي قمته. قوله: (وهو يعطي معنى قولهم) الأولى وهو معنى قولهم.
  قوله: (ويرد ذلك) أي: القول المرجح بأنها اسم وحاصله نقص إجمالي بتخلف العلة الحكم عن ورد هذا ا الرد بأن امتناع هذا التركيب ليس لكون ما واقعة على ما لا يعقل بل لأمر عارض وهو صيرورة الفعل اللازم متعدياً بنفسه لأن المعنى جلست المكان الذي جلسه زيد فقد تعدى جلس للضمير مع أنه لازم واللازم لا يتعدى بنفسه، وما كان يصح هذا الرد إلا لو كان مفاد الدليل أن كل تركيب وقعت فيه على ما لا يعقل يكون صحيحاً وليس هذا مفاده وإنما مفاده أن ما موضوعة لما لا يعقل ولا يلزم من ذلك أن كل تركيب
= المعنى: أقسم بالله إن عجوزاً لم ترزق من الأولاد إلا واحداً أشد حزناً مني إذا ما أهين صغيرها الوحيد هذا.