حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الوجه الثالث: أن تكون زائدة

صفحة 228 - الجزء 2

  ٥٠٧ - أَلَيْسَ أميري في الأمُورِ بِأَنْتُمَا ... بِمَا لَسْتُمَا أَهْلَ الْخِيَانَةِ وَالْغَدْرِ

  وبهذا البيت رجّح القول بحرفيتها، إذ لا يتأتى هنا تقدير الضمير.

  الوجه الثالث: أن تكون زائدة وهي نوعان: كافة، وغيرُ كافة.

  والكافة ثلاثة أنواع:

  أحدها: الكافة عمل الرفع، ولا تَتَّصِل إلا بثلاثة أفعال: «قَلَّ»، و «كَثُرَ»، و «طال»، وعلَّة ذلك شبههنَّ بـ «ربّ». ولا يدخُلْنَ حينئذ إلا على جملة فعلية صُرِّح بفعلها، كقوله [من الخفيف]:

  ٥٠٨ - قلما يَبْرَحُ اللَّبِيبُ إلى ما ... يُورِثُ الْمَجْدَ دَاعِياً أو مُجِيبا


  قوله: (أليس أميري) الأمير ذو الأمرة والولاية وكثيراً ما يطلق الفعيل على الواحد وغيره نحو والملائكة بعد ذلك ظهير وأنتما اسم فصل ضرورة والباء الداخلة عليه زائدة لوقوعه محل الخبر كقوله:

  أليس عجبا بأن الفتى ... يصاب ببعض الذي في يديه

  والخيانة معروفة والغدر ضد الوفاء. قوله: (بما لستما) الباء سببية والشاهد في قوله بما فهي مصدرية داخلة على جامد وهو ليس أي بسبب كونكما من أهل الخيانة والغدر. قوله: (إذ لا يتأتي هنا تقدير الضمير) أي: العائد عليها لو كانت اسماً لأن الجامد لا يتحمل ضميراً. قوله: (الوجه الثالث) أي: أوجه ما الحرفية قوله: (الكافة) أي: للفعل. قوله: (شبههن برب) أي: في الدلالة على القلة أو الكثرة والتصدير أول الكلام فقل تدل على القلة وكثر وطال يدلان على الكثرة ورب تتصل بها ما الكافة فتكفها عن عمل الجر فاتصلت بما أشبهها. قوله (ولا يدخلن) أي: هذه الأفعال الثلاثة وقوله حينئذ أي إذا اتصل بهن ما قوله: (قلما يبرح الخ) قلما في معنى النفي واللبيب العاقل والمجد الكرم أي لا يبرح ولا ينفك العاقل عن إحدى هاتين الحالتين إما أن يدعو إلى ما يورث المجد، وإما أن يجيب إلى ذلك إذا دعي إليه وإلى متعلق بداعيا وحذف مثلها متعلقاً بمجيبا بناءً على عدم صحة التنازع في المعمول المتقدم نحو زيد أضربت وأكرمت وقد


٥٠٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الجنى الداني ص ٣٢٢؛ وشرح شواهد المغني ص ٧١٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٤٢).

اللغة: الغدر: عدم الوفاء. الخيانة: عدم الأمانة.

المعنى: أنا أثق بكما وأطيعكما في ما تأمران به، فأنتما أهل للوفاء والأمانة.

٥٠٨ - التخريج: البيت بلا نسبة في (تذكرة النحاة ص ٣٠٤؛ وشرح التصريح ١/ ١٨٥؛ وشرح شواهد المغني ص ٣٠٦).

اللغة: المجد: الكرم، والعز والسيادة.

المعنى: إن العاقل يدعو إلى العز والكرم والسيادة على الدوام، ويجيب من يستغيث به.