حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة

صفحة 271 - الجزء 2

  مسألة

  {لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ}⁣[الأعراف: ٨١، والنمل: ٥٥]، «من» للابتداء والظرف صفة لـ «شهوة»، أي: شهوة مبتدأة من دونهم قيل: أو للمقابلة كـ «خُذ هذا مِنْ دُونِ هذا» أي: اجعله عوضاً منه، وهذا يرجع إلى معنى البدل الذي تقدم، ويرده أنه لا يصح التصريح به ولا بالعوض مكانها هنا.

  مسألة

  {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}⁣[البقرة: ١٠٥] الآية فيها «من» ثلاث مرّات؛ الأولى للتبيين لأن الكافرين نوعان كتابيون ومشركون، والثانية زائدة والثالثة لابتداء الغاية.

  مسألة

  {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ ٥٢}⁣[الواقعة: ٥٢]، {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ}⁣[النمل: ٨٣] الأولى منهما للابتداء، والثانية للتبيين.

  مسألة

  {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ}⁣[القصص: ٣٠]


  صحيحاً فإن كتم يتعدى للمفعول الثاني بنفسه أيضاً نحو ولا يكتمون الله حديثاً أو بعن وما اشتهر من تعديته بمن قال ابن السبكي الظاهر إنه لا أصل له في الاستعمال. قوله: (لا يتعدى بمن) أي: وحينئذ فلا يصح جعل من الثانية للابتداء متعلقة بكتم بل متعلقة بمحذوف كما قال الشارح قوله: (من دونهن) والذي دون النساء هو الرجال أي إنهم ابتدأوا الشهوة من الرجال قوله: (للمقابلة) أي: فالمعنى أتأتون الرجال شهوة في مقابلة النساء وبدلاً عنهن. قوله: (أي أجعله عوضاً منه) أي: أجعل هذا عوضاً من مقابلته. قوله: (إنه لا يصح) أي: مع بقاء دون.

  قوله: (التصريح به) أي: بالمقابلة. قوله: (ولا بالعوض مكانها) أي: وحدها مع بقاء دون وجهة عدم الصحة، إن لفظ دون يمنع من التصريح بالمذكور، وقوله هنا أي مع إنها لا تكون كذلك إلا إذا صح التصريح به مكانها قوله (نوعان) أي: فبين بمن النوع الأول. قوله: (الأكلون من شجر من زقوم) أي: لأكلوا أكلاً مبتدأ من شجر حال كونه زقوماً. قوله: (ويوم نحشر من كل أمة) أي: ونحشر حشراً مبتدأ من كل أمة حالة كونها تكذب بآياتنا أي حالة كونها من هذا الجنس. قوله: (من شاطيء) أي: جانب الوادي