، «من» فيهما للابتداء، ومجرور الثانية بدل من مجرور الأولى بَدَلَ اشتمال لأن الشجرة كانت نابتة بالشاطيء.

· (مَنْ): على أربعة أوجه:

  شرطية، نحو: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}⁣[النساء: ١٢٣].

  واستفهامية، نحو: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}⁣[يس: ٥٢]، {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى ٤٩}⁣[طه: ٤٩].

  وإذا قيل «من يفعل هذا إلا زيد؟» فهي من الاستفهامية أشربت معنى النفي، ومنه: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}⁣[آل عمران: ١٣٥]؛ ولا يتقيد جواز ذلك بأن يتقدمها الواو، خلافاً لابن مالك، بدليل: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ}⁣[البقرة: ٢٥٥].

  وإذا قيل: «مَنْ ذا لقيت؟» فـ «من»: مبتدأ و (ذا): خَبَرٌ موصول، والعائد محذوف؛ ويجوز على قول الكوفيين في زيادة الأسماء كون «ذا» زائدة، و «من» مفعولاً، وظاهر كلام جماعة أنه يجوز في «مَنْ ذا لقيت» أن تكون «من» و «ذا» مركبتين كما في قولك: «ماذا صَنَعْتَ»، ومنع ذلك أبو البقاء في مواضع من إعرابه،

  الأيمن أي ذي اليمن والبركة لموسى، وقوله المباركة أي التي حصل لموسى فيها البركة لسماعه كلام الله فيها. قوله: (بدل اشتمال) أي: العائد محذوف أي من الشجرة فيه أو من شجرته فأل عوض عن الضمير.

  (من) قوله: (خمسة) أراد بالخامس، قوله وإذا قيل من يفعل هذا فهي استفهامية أشربت معنى النفي فمحصله أن الوجه الخامس النفي، وفي بعض النسخ أربعة وهي أولى لأن هذه استفهامية غير أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي قوله: (أشربت معنى النفي) أي: لأنه يجوز أن تقول لا يفعل ذلك إلا زيد قوله: (ومنه) أي: من هذا القبيل أعني الاستفهامية التي أشربت معنى النفي قوله: (ولا يتقيد جواز ذلك) أي: جوازاً شراب الاستفهامية للنفي. قوله: بأن يتقدمها (الواو) أي: يتقدم الواو عليها. قوله: (خلافاً لابن مالك الخ) الذي قاله ابن مالك في التسهيل وكثيراً ما تنقلها الواو وهذه العبارة لا تفيد التقييد اللهم إلا أن يكون له عبارة أخرى في غير التسهيل وإلا فكلامه في التسهيل إنما يفيد أن تقدم الواو عليها قيد للكثير فقط. قوله: (من ذا الذي يشفع الخ) أي: لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه قوله: (فمن) أي: اسم استفهام مبتدأ وقوله والعائد محذوف أي أي شخص الذي لقيته. قوله: (ومن مفعولاً) أي: لقيت أي شخص. قوله: (مركبتين) أي: على إنهما اسم استفهام مبتدأ وجملة لقيت خبر أي شخص لقيته أو إنهما اسم استفهام مفعول مقدم للقيت أي لقيت أي شخص.