وثعلب في أماليه وغَيْرُهما، وخصوا جواز ذلك بـ «ماذا»؛ لأن «ما» أكثر إبهاماً، فحسن أن تجعل مع غيرها كشيء واحد؛ ليكون ذلك أظهر لمعناها، ولأن التركيب خلافُ الأصْل، وإنما دل عليه الدليل «ما» مع وهو قولهم: «لما جِئْتَ» بإثبات الألف.

  وموصولة في نحو: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ}⁣[الحج: ١٨].

  ونكرة موصوفة، ولهذا دخلت عليها «رُبَّ» في قوله [من الرمل]:

  ٥٣٣ - رُبَّ مَنْ أَنْضَجْتُ غَيْظاً قَلْبَهُ ... قَدْتَمَنَّى لِي مَوْتاً لَمْ يُطَعْ

  ووصفت بالنكرة في نحو قولهم: مَرَرْتُ بِمَنْ مُعْجِب لَكَ»، وقال حسان ¥ [من الكامل]:

  فَكَفَى بِنَا فَضْلاً عَلَى مَنْ غَيْرُنَا ... حُبُّ النَّبي مُحمد إِيَّانَا و

  يروي برفع «غير»؛ فيحتمل أن مَنْ على حالها، ويحتمل الموصولية،

  قوله: (وخصوا) أي: الجميع وقوله جواز ذلك أي التركيب.

  قوله: (أكثر إبهاماً) أي من من قوله: (وإنما دل عليه الدليل مع ما) أي: وما دل الدليل عليه يقتصر عليه ولا يلحق به غير قوله: (وهو) أي: الدليل. قوله: (لماذا جئت) أي: فماذا برمتها اسم استفهام وثبوت الألف دل على التركيب وإلا لحذفت الألف من لأن ما الاستفهامية تحذف ألفها إذا لم تركب قوله: (في قوله) أي: قول سويد بن أبي كاهل اليشكري وبعده:

  ويراني كالشجا في حقه ... عسر مخرجه ما ينتزع

  ويحييني إذا لاقيته ... وإذ أمكن من لحمي رتعْ

  قوله: (رب من نضجت) أي: رب رجل أو شخص أنضجت قلبه من الغيظ. قوله: (بمن معجب) أي: فمعجب اسم فاعل وهو نكرة صفة لمن فدل على إن من نكرة لتنكير الوصف أي بشخص معجب لك. قوله: (فكفى بنا شرفاً) وفي نسخة فضلاً وهو تمييز لنسبة كفى وحب فاعل والباء زائدة في المفعول قوله: (غيرنا) صفة لمن وهو نكرة وليس يكسب التعريف من المضاف إليه لأنه متوغل في الإبهام مثل ديار. قوله: (على حالها)

٥٣٣ - التخريج: البيت السويد بن أبي كاهل في (الأغاني ١٣/ ٩٨؛ وخزانة الأدب ٦/ ١١٣ - ١٢٥؛ والدرر ١/ ٣٠٢؛ وشرح اختيارات المفضل ص ٩٠١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٤٠؛ والشعر والشعراء ١/ ٤٢٨؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٧٠؛ وشرح المفصل ٤/ ١١).

اللغة والمعنى: أنضج قلبه غيظاً: أي ملأه غيظاً.

يقول: رب حاقد ملأت قلبه غيظاً قد تمنّى لي الموت فلم تستجب أمنيته.