تنبيهان
تنبيهان
  الأول - تقول: «مَنْ يُكرمني أكرمه» فتحتمل «من» الأوجه الأربعة، فإن قدرتها شرطية جزمت الفعلين أو موصوفة، رفعتهما، أو استفهامية رفعت الأوّل وجزمت الثاني لأنه جواب بغير الفاء، و «مَنْ» فيهن مبتدأ وخبر لاستفهامية الجملة الأولى، والموصولة أو الموصوفة الجملة الثانية والشرطية الأولى أو الثانية على خلاف في ذلك، وتقول: «مَن زَارَني زُرْتُهُ» فلا تحسن الاستفهامية، ويحسن ما عداها.
  الثاني - زيد في أقسام «مَنْ» قسمان آخران؛ أحدهما أن تأتي نكرة تامة، وذلك عند أبي علي، قاله في قوله [من البسيط]:
  ٥٣٥ - [وَنِعْمَ مَرْكَأُ مَنْ ضَاقَتْ مَذَاهِبُهُ] ... وَنِعْمَ مَنْ هُوَ فِي سِرٌ وَإعلانِ
  فزعم أن الفاعل مستتر و «مَنْ» تمييز، وقوله: «هو» مخصوص بالمدح، فـ
  على الكشاف وجه التخصيص أن تعريف العهد يناسبه الموصول؛ لأن تعريفه عهدي إذ يجب في صلته المعرفة له أن تكون معهودة عند المخاطب والجنس شائع في الأفراد فيناسبه النكرة لشيوعها خصوصاً وقد ورد النظير كما قال قوله: (جزمت الفعلين) الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه قوله: (رفعتهما) أي على أن الأول صفة أو صلة والثاني خبر لمن قوله: (بغير الفاء) أي: ومتى سقطت الفاء بعد الطلب وقصد الجزاء فإن الفعل يجزم قال في «الخلاصة»:
  وبعد غير النفي جزماً اعتمد ... إن تسقط الفا والجزاء قد قصد
  قوله: (ومد) فيهن أي: في الأوجه الأربعة قوله: (على خلاف في ذلك) أي: في كون الخبر فعل الشرط أو جوابه أي أو هما قوله: (فلا تحسن الاستفهامية) أي: المضي ما بعدها وإن صحت. قوله: (في قوله الخ) قبله:
  وكيف أرهب أمراً أو أزاع له ... وقد زكأت إلى بشر بن مروان
  ونعم من كامن ضاقت مذاهبهُ
  ونعم الخ وبشر بن مروان أخو عبد الملك كان جواداً وهو أول أمير مات بالبصرة.
٥٣٥ - التخريج البيت بلا نسبة في (جمهرة اللغة ص ١٠٩٨، ١٣٠٨؛ وخزانة الأدب ٩/ ٤١٠، ٤١١، ٤١٢، ٤١٤؛ والدرر ١/ ٣٠٣، ٥/ ٢١٥؛ وشرح الأشموني ١/ ٧٠؛ وشرح شواهد ٢/ ٧٤١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٧٩٠، ولسان العرب ١/ ٩١ (زكا)؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٨٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٩٢، ٢/ ٨٦).
اللغة: مركاً ملجأ الضيق: عدم السعة للمكان والضر للمعنى. المذهب: المعتقد.
المعنى: كيف أخاف العيش ولي ملجأ، وهو بشر بن مروان الأموي ونعم من لجأت إليه.