· (مهما) اسم؛ لعود الضمير إليها
  بقوله تعالى: {مِنْ آيَةٍ}[الأعراف: ١٣٢] وهي فيها إما مبتدأ أو منصوبة على الاشتغال، فيقدر لها عامل متعد كما في «زَيْداً مَرَرتُ به» متأخراً عنها، لأنَّ لها الصدر، أي: مهما تحضرنا تأتنا به.
  الثاني: الزمان والشرط، فتكون ظرفاً لفعل الشرط. ذكره ابن مالك، وزعم أن النحويين أهملوه، وأنشد لحاتم [من الطويل]:
  ٥٤١ - وَإِنَّكَ مَهْمَا تُعْطِ بَطْنَكَ سُؤْلَهُ ... وَفَرْجَكَ نَالَا مُنْتَهَى الدَّمَ أَجْمَعَا
  وأبياتاً أخر، ولا دليل في ذلك، لجواز كونها للمصدر بمعنى أي إعطاء كثيراً
  الأخيران ففي ثبوتهما لها نزاع والحق أنهما لم يثبتا لها وإنما يثبت لها هذا المعنى فقط. قوله: (ومنه) أي: من مجيئها لهذا المعنى الآية أي مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين. قوله: (ولهذا) أي: لكونها لما لا يعقل غير الزمان. قوله: (من آية) أي: ولا شك إن الآية من جملة ما لا يعقل وهي غير زمان قوله: (وهي معا) أي: مهما الآية المذكورة قوله مبتدأ أي وفي الخبر الأقوال الثلاثة فعل الشرط أو جوابه أو هما معاً. قوله: (عامل متعد) أي: لا مثل المذكور لا يصح لأنه لا يتعدى للمفعول الثاني إلا بالباء تقول أتيت زيداً بالدينار فمفعول تأتِ الأول. هو ضميرنا والثاني الضمير في به فلو قدرناه تأتنا للزم تعديه لهما على إنه مفعول ثان تعدى له بنفسه. قوله: (متأخراً عنها) أي: عن مهما قوله: (أي مهما تحضرنا) من أحضرت الشيء أتيت به أي أي شيء يحضرنا قليلاً أو كثيراً تأتنا به حالة كونه آية قوله: (والشرط) هو لا بد منه في كل معنى ما عدا الاستفهامية.
  قوله: (وأنشد لحاتم) أي: بيتاً منسوباً لحاتم يدل لما قاله وحاتم هو حاتم بن عدي بن سعد الطائي الجواد المشهور والد عدي الصحابي وهذا البيت من الحكم فإن الإنسان متى مال مع بطنه فأنالها كل ما تشتهيه من المطاعم والمشارب وقع في المحذور وارتكب ما يذم عليه شرعاً وكذا متى مال مع فرجه فأناله كل ما يشتهيه وقع في الزنا بلا شك، فنال الذم وباء بالإثم والسؤل بضم السين وإسكان الهمزة وقد تخفف بإبدالها واواً ما يسأله الإنسان اهـ. دماميني. قوله (مهما تعط) مهما ظرف لتعط أي أي وقت تعط بطنك وفرجك سؤاله نال الخ فهما اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية. قوله: (بمعنى أي إعطاء) أي: تعط بطنك أي أعطاه فقد خرجت عن المفعول فيه إلى المفعول المطلق على هذا وحينئذ فهي في هذا البيت من القسم الأول لأن المصدر من
٥٤١ - التخريج: البيت لحاتم الطائي في (ديوانه ص ١٧٤؛ والجنى الداني ص ٦١٠؛ الأدب ٩/ ٢٧؛ والدرر ٧/ ٧١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٨١؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٤٤).
المعنى: أيها العاقل، لا تعط بدنك كل شهواته، فتقع في الرذيلة والإثم، وترد مورداً لا تحسد عليه