حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (منذ، ومذ)، لهما ثلاث حالات:

صفحة 293 - الجزء 2

  والمشهور أنهما حينئذ ظرفان مضافان، فقيل: إلى الجملة، وقيل: إلى زمن مضاف إلى الجملة؛ وقيل: مبتدآن؛ فيجب تقديرُ زمان مضاف للجملة يكون هو الخبر.

  وأصل «مذ»: «مند»، بدليل رجوعهم إلى ضمّ ذال «مد» عند ملاقاة الساكن، نحو: «مُذُ اليوم»، ولولا أنَّ الأصل الضم لكسروا، ولأن بعضهم يقول: «مُذُ زمن طويل» فيضم مع عدم الساكن وقال ابن ملكون هما أصلان، لأنه لا يُتَصَرَّف في الحرف ولا شبهه، ويرده تخفيفهم «إِنَّ» و «كأنّ» و «لكنَّ» و «رُبَّ» و «قط». وقال المالقي: إذا كانت «مُذ» اسماً فأصلها «منذ»، أو حرفاً فهي أصل.


  قوله: (فقيل إلى الجملة) أي: وحينئذ فيكونان قد خرجا عن الاختصاص بالدخول على الزمان ومعناهما حينئذ من زمان قوله: (وقيل إلى زمن الخ) أي: فالأصل من زمن عقدت وقوله إلى الجملة أي فمذ ومنذ بمعنى أول على هذا القول كما هما على القول بعد قوله: (وقيل مبتدآن) هذا مقابل لقوله المشهور لا مقابل لما قبله فقط بل للمشهور بالقولين اللذين تحته قوله: (فيجب تقدير زمان مضاف للجملة) أي: فالأصل في البيت أول ذلك زمن أنا يافع فمنذ بمعنى أول وقدر زمن حرصاً على اختصاصها بالزمان، وتقول في البيت الذي قبله وأول ذلك زمن عقدت الخ. قوله: (وأصل مذ منذ) أي: حذفت منها النون. قوله: (لكسروا قد يقال يحتمل إن مذ أصل زيدت فيه النون والضم الذي في منذ إتباع لحركة الميم وعليه فلا يتم هذا الدليل الذي ذكره قوله: (فيضم مع عدم الساكن) فلولا إن الضم أصل لسكن وقد يقال يمكن أن الضم للإتباع لا لأن أصل الكلمة منذ فحذفت النون.


= ٦٠، ٣٢٦؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٢٩٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٦).

شرح المفردات: أبغي: أريد. اليافع: الغلام الذي بلغ العشرين الكهل: من وخطه الشيب. الأمرد: الذي لم تنبت لحيته.

المعنى: يقول: أنفقت عمري دائباً في. جمع المال منذ كنت يافعاً، صبياً، وكهلاً قد علاني الشيب.