حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

النون المفردة

صفحة 297 - الجزء 2

  ٥٥٨ - [إِذَا مَاتَ مِنْهُمْ سَيِّدٌ سَرَقَ ابْنُهُ] ... وَمِنْ عِضَةٍ مَا يَنْبُتَنَّ شَكِيرُهَا

  الثاني: التنوين، وهو نون زائدة ساكنة تلحق الآخر لغير توكيد؛ فخرج نون «حَسَن» لأنها أصل، ونون «ضَيْفن» للطفيلي لأنها متحرّكة، ونون «مُنْكَسر» و «انْكَسَرَ» لأنها غير آخر، ونون {لَنَسْفَعًا}⁣[العلق: ١٥] لأنها للتوكيد.

  وأقسامه خمسة:

  (١) تَنْوين التَّمكين، وهو: اللاحق للاسم المعرَبِ المنصرف، إعلاماً ببقائه على أصله وأنه لم يشبه الحرفَ فيُبنى، ولا الفعل فيُمْنَع الصرف، ويُسمّى تنوين الأمكنية أيضاً، وتتْوين الصرف، وذلك كـ «زيد» و «رَجُلٍ» و «رِجَالِ».

  (٢) وَتَنْوين التنكير، وهو: اللاحق لبعض الأسماء المبنية فَرْقاً بين معرفتها


  فلا يجوز فلا تقول ربما تضر بن زيداً وشذ قولهم:

  ربما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات

  قوله: (ومن عضه الخ) العضه شجرة والسكير ما ينبت حول الشجر من أصله. قوله: (فخرج) أي: بزائدة، وأما قوله نون فهو كالجنس لم يخرج به شيء. قوله: (ونون ضيفن) أي: النون الأولى التي قبل التنوين فهي زائدة لإلحاق ضيف بجعفر. قوله: (لأنها متحركة) أي: وإن كانت زائدة لأن أصله ضيف قوله: (لأنها غير آخر) الأنسب أن يقول لأنها غير لاحقة للأصل لأن القيد المخرج به تلحق الآخر قوله: (تنوين التمكين) من إضافة الدال للمدلول أي التنوين الدال على تمكن الاسم من الإسمية وإنه لم يشبه الحرف فيبني ولا الفعل فيمنع من الصرف، وفي هذه التسمية نظر لاقتضائها أن الممنوع من الصرف غير متمكن مع أنه متمكن إلا أنه غير أمكن. قوله: (ويسمى تنوين الأمكنية) أي: الدال على زيادة تمكن الاسم من الإسمية قيل هذه التسمية أولى؛ لأن الممنوع من الصرف متمكن غير أمكن قوله: (وتنوين الصرف) إضافة تنوين للصرف من قبيل إضافة العام للخاص فالإضافة بيانية لأن الصرف هو التنوين، وأما قولهم تنوين التمكين أو الأمكنية فهو من إضافة الدال للمدلول.

  قوله: (فرقا بين معرفتها ونكرتها) أي: فما نون منها كان نكرة وما لم ينون كان


٥٥٨ - التخريج: البيت بلا نسبة في (خزانة الأدب ٤/ ٢٢، ٢/ ٢٨١، ١١/ ٢٢١، ٤٠٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٩٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٠٥؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٦٤٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٦١؛ والكتاب ٣/ ٥١٧؛ ولسان العرب ٤/ ٤٢٦ (شكر)، ١٣/ ٥١٦، ٥١٨ (عضه).

شرح المفردات: العضة: نوع من الشجر الشكير ما ينبت في أصول الشجر.

المعنى: يقول: إذا مات منهم. أحد عقبه ابنه، ولا عجب في ذلك لأنّ العضة لا تنبت إلا الشكير.