· (نعم) بفتح العين،
  ٥٦٤ - وَلَيْسَ الْمُوافيني ليُرْفَدَ خَائِباً ... فَإِنَّ لَهُ أَضْعَافَ مَا كَانَ أَمْلاً
  وفي الحديث: «غَيْر الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عليكم» والتنوين لا يجامع الألف واللام، ولا اسم التفضيل، لكونه غير متصرّف، وما لا ينصرف لا تنوين فيه؛ وفي الصحاح أنه يقال: «بَجَلِي» ولا يقال: «بَجَلْنِي»، وليس كذلك.
  · (نعم) بفتح العين، وكنانة تكسرها وبها قرأ الكسائي، وبعضهم يبدلها حاء، وبها قرأ ابن مسعود وبعضهم يكسر النون إتباعاً لكسرة العين تنزيلاً لها منزلة الفعل في قولهم: «نعم» و «شهد» بكسرتين كما نُزِّلَتْ «بَلَى» منزلة الفعل في الإمالة؛ والفارسي لم يطلع على هذه القراءة وأجازها بالقياس.
  التنوين للوقاية والياء في محل جر بالإضافة. قوله: (الموافيني) أي: الجائي إلي، وقوله ليرفد أي ليعطى ويعان والخائب الذي لم ينل مطلوبه. قوله: (غير الدجال الخ) الأصل خوف غير الدجال أخوف أخوافي أي أشدها فظهر كون أفعل بعض ما أضيف إليه غايته أنه أسند للمصدر مجازاً فاندفع ما يقال أن الحديث يقتضي أن غير الدجال خائف أن المراد مع أن غير الدجال مخوف منه، وأن أفعل التفضيل إنما يضاف لبعضه والياء لا تقبل ذلك. قوله: (لكونه غير منصرف) أي: للوصفية والوزن. قوله: (وليس كذلك) أي: بل يقال وإن كان شاذاً.
  (نعم) قوله: (بفتح العين) المراد بها العين الهجائية لا التصريفية كما قد يتوهم لأن ذلك إنما يقال فيما يدخله التصريف ونعم هذه حرف لا حظ لها في ذلك، وقوله بفتح العين أي وبفتح النون أيضاً قوله: (وكناية تكسرها) كأنهم أرادوا بذلك التمييز بين الحرفية والإسمية وآثروا أشرف اللفظين بأخف الحركتين فقالوا نعم، بالفتح في واحد الأنعام وقد جمع بين اللغتين من قال:
  دعاني عبيد الله نف فداؤه ... فيالك من داع دعاني نعم نعم
  الرواية بفتح عين الأولى وكسر الثانية اهـ دماميني. قوله: (وبعضهم) أي: بعض كناية، وقوله بعضهم أي بعض كناية أيضاً. قوله (تنزيلاً لها منزلة الفعل) أي: لأن الفعل الثلاثي إذا كانت عينه مكسورة يجوز إتباع فائه لها، وقوله كما نزلت بلى منزلة الفعل في الإمالة أي لأن الأصل في الإمالة أن تكون في الفعل قوله: (لم يطلع على هذه القراءة)
٥٦٤ - التخريج البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٧/ ١٥؛ والدرر ١/ ٢١٣؛ وشرح الأشموني ١/ ٥٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣٨٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٦٥).
اللغة الموافي: من وافاك إذا جاءك. يرفد: يعطي.
المعنى: إن القادم إلي قاصداً معروفي وإحساني، لا يرجع دون أن ينال بغيته ومطلوبه بل إن له أضعاف ما أمله مني.