حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (نعم) بفتح العين،

صفحة 310 - الجزء 2

  وهي حرف تصديقٍ ووَعْدِ وإعلام؛ فالأول بعد الخبر كـ «قام زيد»، و «ما قام زيد»؛ والثاني بعد «افْعَلْ» و «لا تَفْعَلْ»، وما في معناهما، نحو: «هَلاً تفعل» و «هَلاً لم تَفْعَلْ» وبعد الاستفهام في نحو: «هَلْ تُعْطِيني؟»، ويحتمل أن تفسر في هذا بالمعنى الثالث؛ والثالث بعد الاستفهام في نحو: «هَلْ جاءك زيد؟» ونحو: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا}⁣[الأعراف: ٤٤]، {أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا}⁣[الشعراء: ٤١]، وقول صاحب المقرب: «إنها بعد الاستفهام للوَعْدِ» غير مطرد لما بيناه قبل.

  قيل: وتأتي للتوكيد إذا وقعت صدراً، نحو: «نَعَم هذِهِ أَطْلالُهُمْ»، والحق أنها في ذلك حرف إعلام، وأنها جواب لسؤال مُقَدَّر؛ ولم يذكر سيبويه معنى الإعلام ألبتة، بل قال: وأما «نَعَمْ» فَعِدَةٌ وتصديق، وأما «بَلَى» فيوجبُ بها بعد النفي، وكأنه رأى أنه إذا قيل: «هل قام زيد»، فقيل: «نعم» فهي لتصديق ما بعد الاستفهام،


  أي: قراءة ابن مسعود قوله: (وأجازها بالقياس) فقال مقتضى القياس جواز قراءة ابن مسعود لكن لم أسمعها. قوله: (وهي حرف تصديق) أي: للمخبر بكسر الباء، وقوله ووعد أي للطالب وقوله وإعلام أي للمستخير قوله: (بعد أفعل) أي: بعد الأمر والنهي. قوله: (وما في معناهما) أي: وهو التخفيض لأنه في الحقيقة طلب فعل أو ترك. قوله: (في نحو هل تعطيني) أي: فتقول نعم سأعطيك فهو وعد منك له، وقوله في نحو هل الخ، أي من كل استفهام عن مطلوب فعله وأما بعد نحو هل قام زيد فهو حينئذ إعلام فقط. قوله: (إن تفسر) أي: نعم. قوله: (في هذا) أي: في هذا المثال نحو هل تعطيني من كل استفهام عن مطلوب فعله فتكون للإعلام به. قوله (أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا) الظاهر أن هذا من باب هل تعطيني فهي محتملة لأن تكون للوعد والإعلام. قوله: (وقول صاحب المقرب) هو ابن عصفور.

  قوله: (غير مطرد) أي: لأنها بعد الاستفهام قد تكون للإعلام إذا كان المستفهم عنه غير مطلوب حصوله، وقد تكون للوعد إذا كان المستفهم عنه مطلوباً حصوله. قوله: (وتأتي للتوكيد) أي: تقوية الكلام. قوله: (نعم هذا أطلالهم) أي: هذه أطلالهم قطعاً ولا بد. قوله: (جواب لسؤال مقدر) أي: فكان قائلاً قال له هل هذه أطلالهم فقال نعم، هذه أطلالهم وحينئذ فيخرج على هذا ما إذا قيل لك يا فلان فقلت نعم، فهي من هذا القبيل فكأنه قال لك يا فلان أنت صاغ لي فأجبته بقولك نعم، أي صاغ لك، وكذا إذا طرق عليك إنسان الدار فقلت نعم فهي واقعة في جواب سؤال فكأنه حين دق الباب قال أأنت حاضر فأجبته نعم أنا حاضر، ومن ذلك ما يقع في كلام المؤلفين بعد الاعتراض نعم يصح لو كان الأمر كذا فهو جواب سؤال كأنه قيل هل لهذا صحة يمكن التماسها وما يقوله الشيخ لمن يقرأ بين يديه نعم فكأن القاراء يسأل الشيخ هل ما قرأته صحيح. قوله: (معنى الاعلام) الإضافة للبيان. قوله: (وإما يلي الخ) من كلام سيبويه.