(هل): حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي
  اهـ ولو كان كما زعم لم تدخل إلا على الفعل كـ «قَدْ»، وثبت في كتاب سيبويه رحمه الله ما نقله عنه، ذكَرَه في باب «أم» المتصلة، ولكن فيه أيضاً ما قد يخالفه، فإنه قال في باب عدة ما يكون عليه الكَلِمُ ما نصه: و «هل» هي للاستفهام، ولم يزد على ذلك. وقال الزمخشري في كشافه {هَلْ أَتَى}[الإنسان: ١] أي: قد أتى، على معنى التقرير والتقريب جميعاً، أي: أتى على الإنسان قبل زمان قريب طائفة الزمان الطويل الممتد لم يكن فيه شيئاً مذكوراً، بل شيئاً منسياً نطفة في الأصلاب،
  الواحدة في الحرب(١) وسفح الجبل أعلاه حيث يفسح فيه الماء والقاع المستوي من الأرض والأكم جمع أكمة وهي التل من حجارة واحدة قوله: (ولو كان الخ) أي: ولو كان الواقع كما ذكره الزمخشري قوله: (وثبت الخ) كذا في نسخة وفي نسخة أخرى ولم أر في كتاب سيبويه ما نقله عنه إنما قال في باب عدة الخ، قال الدماميني وأظن أن الصحيحة من النسختين الثانية بدليل قوله في الدليل الثاني الآتي وقد مضى أن. سيبويه لم يقل ذلك اهـ لكن الواقع. هو النسخة الأولى، فإن سيبويه ذكر في باب أم المتصلة ما نصه وكذلك هل إنما تكون بمنزلة قد إلا أنهم تركوا الألف إذا كانت لا تقع إلا في الاستفهام فكأن المصنف رأى الصواب فأبدل النسخة الثانية بالأولى وغفل عما يأتي في الدليل الثاني.
  قوله: (ما نقله عنه) أي: ما نقله الزمخشري عن سيبويه. قوله: (ولكن فيه أيضاً) أي: ولكن ثبت في كتاب سيبويه قوله: (فإنه قال في باب عدة) أي: فإنه قال في باب عدة ما يتركب منه الكلم من الكلمات. قوله: (ولم يزد على ذلك) أي: بحيث يقول وهي للاستفهام وبمعنى قد. قوله: (ولم يزد) أي: سيبويه على ذلك أي وهذا يخالف ما ذكره في باب أم المتصلة الذي نقله عنه الزمخشري، وقد يقال معنى قوله وهي للاستفهام أي إن الكلام معها على الاستفهام وذلك لتقدير الألف فلا تنافي قوله: (أي أقد أتى) إني بالهمزة إشارة للاستفهام التقريري فقوله على معنى التقرير أي المستفاد من الهمزة المقدرة دائماً على كلام الزمخشري، وقوله والتقريب المستفاد من قد قوله: (التقرير) أي: حمل المخاطب على الإقرار بما بعد الأداة ولما كان التقرير ظاهراً في الآية والتقريب فيها خفي تعرض لبيانه بقوله أي أتى على الإنسان الخ، ولو أريد بيان الأمرين لقيل قر واعترف بأنه أتى الخ. قوله: (قبل زمان قريب) أي: أتى عليه قبل وجوده بزمن قريب طائفة الخ. قوله: (من الزمان الطويل الممتد) أي: في الماضي والحاصل أن وجوده بولادته والمراد بالزمان القريب زمن حمله وزمان كونه نطفة في أصلاب الآباء طائفة من الزمان الممتد في الماضي.
= الأكم: جمع أكمة وهي التل أو المرتفع من الأرض.
المعنى: اسأل شجعان بني يربوع عن حملتنا عليهم وقوتنا وشجاعتنا أأبصرونا بسفح الجبل كيف فعلنا بهم ما فعلنا من القتل والتشريد.
(١) قوله سفح الجبل المناسب سفح القاع وفي الصحاح سفح الجبل أسفله لا أعلاه فإضافته للقاع لأدنى ملابسة ا. هـ.