· (الواو المفردة) انتهى مجموع ما يذكر من أقسامها إلى أحد عشر:
  وإذا قيل: «جاؤوا زَيْدٌ وعَمرُو وبَكْرٌ» لم يَجُز عند ابن هشام أن يكون من هذه اللغة، وكذا تقول في «جاءا زيد وعمرو»، وقول غيره أولى، لما بينا من أن المراد بيان المعنى، وقد رُدَّ عليه بقوله [من الطويل]:
  ٥٩١ - [تَوَلَّى قِتَالَ الْمَارِقِينَ بِنَفْسِهِ] ... وَقَدْ أَسْلَمَاهُ مُبْعد وحميم
  وفيه أن هذا لم يفده لأن المصنف يرى أن هذه لغة ضعيفة لا يخرج عليها التنزيل، وإذا وجد تخريج على هذه اللغة فهو غير مقبول، كذا قيل والحق أنه يفيد لأن كلام الزمخشري في الرد على أبي حيان، وإن كان بعد ذلك يبحث في كلام الزمخشري. قوله: (لم يجر الخ) أي: فيتعين جعل الواو فاعلاً وزيد بدل أو مبتدأ قوله: (لم يجز عند ابن هشام) أي: الخضراوي أي وأجازه غيره قوله: (لم يجز عند ابن هشام) أي: لأن الفاعل مفرد وهو زيد وما بعده عطف عليه، وحينئذ فلا يصح الإتيان بالواو فهو قد نظر للظاهر من حيث كون الفاعل لفظاً هو زيد فقط، وأما غيره لما نظر إلى أن الفاعل في المعنى جمع وهو زيد وما عطف عليه صح الجمع عنده فغيره راعي المعنى فأجاز وهو نظراً للفظ فمنع قوله: (بيان المعنى) أي: بيان كون الفاعل جمعاً أو مثنى في المعنى والفاعل في المعنى متعدد لأن المعطوف على الفاعل فاعل في المعنى. قوله: (وقد أسلماه الخ) صدره:
  تولى قتال المارقين بنفسهِ
  وبعد البيت:
  لقد أورث المصرين حزنا وذلة ... قتيل بدير الجاثليق مقيمُ
  والأبيات لعبيد الله بن قيس الرقيات يرثي مصعب بن الزبير بن العوام والمارقين الخارجين والمبعد بفتح العين الأجنبي والحميم القريب الذي يهتم بأمره يعني أنه تبرا منه القريب والبعيد وأسلماه لما يراد منه، والمصرين البصرة والكوفة ودير الجاثليق بجيم ومثلثة مفتوحة ولام مكسورة وتحتية وقاف موضع بالعراق قتل به مصعب.
٥٩١ - التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في (ديوانه ص ١٩٦؛ وتخليص الشواهد ص ٤٧٣؛ والدرر ٢/ ٢٨٢؛ وشرح التصريح ١/ ٢٧٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٨٤، ٧٩٠؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦١؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٠٦؛ والجنى الداني ص ١٧٥؛ وجواهر الأدب ص ١٠٩؛ وشرح الأشموني ١/ ١٧٠؛ وشرح ابن عقيل ص ٢٣٩؛ وهمع الهوامع ١/ ١٦٠).
اللغة والمعنى: المارقين الخارجين على الدين أسلماه خذلاه، ولم ينصراه. المبعد: البعيد الصلة. الحميم: القريب.
يقول: إن مصعباً بنفسه تولّى قتال الخارجين على الدين في العراق، وقد تجسم الكثير من المصاعب ولكن خذله البعيد والقريب وأسلماه للعدو.