الرابع عشر: واو التذكر
  الرابع عشر: واو التذكر، كقول مَنْ أراد أن يقول «يقوم زيد»، فنسي «زيد» فأراد مَدَّ الصوت ليتذكر، إذ لم يرد قطع الكلام: «يَقُومُو»، والصواب أن هذه كالتي قبلها.
  الخامس عشر: الواو المُبْدَلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها كقراءة قُنْبُل {إِلَيْهِ النشورُ وأمنتم}[الملك: ١٥ - ١٦]، {قَالَ فِرْعَوْنُ وَآمَنْتُمْ بِهِ}[الأعراف: ١٢٣]، والصواب أن لا تعد هذه أيضاً، لأنها مُبْدَلة، ولو صح عدها لصح عَدُّ الواو مِن أحرف الاستفهام.
· (وا) على وجهين:
  أحدهما: أن تكون حرف نداء مختصاً بباب النَّذبة، نحو: «وَا زَيْدَاه»، وأجاز بعضهم استعماله في النداء الحقيقي.
  والثاني: أن تكون اسماً لـ «أعجب»، كقوله [من الرجز]:
  ٥٩٤ - وا، بأبي أنت وفوكا للأشنب ... كأنما ذر عليه الزرنب
  متى كان الخيام بذي طلوح
  والطلوح جمع طلحة وهو شجر عظيم له شوك أي متى كان الخيام بمكان ذي طلوح. قوله: (كالتي قبلها) أي: للإشباع لا إنها موضوعة لمعنى وحينئذ فلا تعد. قوله: (مبدلة) أي: وليست الواو موضوعة للاستفهام فقد علم أن هذه المعاني الثلاثة الأخيرة باطلة فلم يبق إلا أحد عشر معنى.
  (وا) قوله: (بباب الندبة) أي: وهي نداء المتفجع عليه لفقده حقيقة أو حكماً أو المتوجع منه. قوله: (وازيداه) أي: فالواو حرف ندبة وزيداً منادى مندوب مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة مناسبة ألف الندبة في محل نصب والألف للندبة والهاء للسكت قوله: (وأجاز بعضهم استعماله في النداء الحقيقي) أي: فيجوز أن تقول لمن رأيته وأردت نداءه وا زيد فوا حرف نداء وزيد منادى مبني على الضم في محل نصب. قوله: (اسماً لأعجب) أي: اسم فعل مضارع معناه أعجب. قوله: (وابأبي) التعجب هنا للاستحسان أي أعجب من حسنك قوله: (وابأبي) أي: وأتعجب
= جواهر الأدب ص ١٦٤؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٤٧٩، ٤٨٠، ٤٨١، ٥٠٢، ٥٠٣؛ وشرح الأشموني ٣/ ٧٦٢؛ ولسان العرب ١٤/ ٣٤٩) (روي)، ١٥/ ٢٠٩ (قوا)؛ والمنصف ١/ ٢٢٤).
اللغة: ذو طلوح: وادٍ في أرض بني العنبر من تميم سمي به لكثرة شجر الطلع به، وهو شجر عظام ترعاه الإبل. الغيث: المطر.
المعنى: يتساءل الشاعر فيقول: متى كانت الخيام منصوبة في هذا المكان ومتى فارقه أهله، ثم يتوجه بالدعاء - وهو يتذكر أهل هذه الخيام - أن ينزل عليها المطر.
٥٩٤ - التخريج: الرجز لراجز من بني تميم في (الدرر ٥/ ٣٠٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ =