الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا
  وذلك على تقدير «أزورها» خبر «لعلَّ»، وتقدير الصلة محذوفة، أي: التي أقول: لعلي.
  وكقوله [من الطويل]:
  ٦٢٣ - لَعَلَّكَ وَالْمَوْعُودُ حَقٌّ لِقَاؤُهُ - ... بَدَا لَكَ فِي تِلْكَ الْقَلُوصِ بَدَاءً
  وقوله [من الرجز]:
  ٦٢٤ - يَا لَيْتَ شِعْرِي - وَالْمُنى لا تَنْفَعُ - ... هَلْ اغْدُونَ يَوْماً وأمْرِي مُجْمَعُ
  إذا قيل بأن جملة الاستفهام خبرٌ على تأويل «شِعْرِي» بـ «مشعوري»، لتكون الجملة نفس المبتدأ فلا تحتاج إلى رابط؛ وأما إذا قيل بأن الخبر محذوف أي:
  من جمل الاعتراض لأن الصحيح أنها لا فاعل لها قوله: (على تقدير أزورها خبر لعلى) أي: لا على أن أزورها هو الصلة وخبر لعل محذوف وإلا كان من القسم الثاني أي الاعتراض بين الصلة والموصول. قوله: (وتقرير الصلة محذوفة) لأنها إنما تكون خبرية والترجي إنشاء ويجوز أن أزورها صلة وخبر لعل محذوف وهذا هو المحترز عنه بقوله وذلك على تقدير الخ أي فعلى هذا الاحتمال لا تكون من الاعتراض بين ما أصلهما المبتدأ والخبر. قوله: (القلوص) بفتح القاف الشابة من الإبل والبداء ما يحدث من الأراء يخاطب من وعده قلوصاً فأخلفه.
  قوله: (يا ليت شعري الخ) شعري اسم ليت وجملة الاستفهام خبر وقوله والمني أي التمني لا تنفع جملة معترضة بين اسم ليت وخبرها قوله (بمشعوري) أي: يا ليت
= اللغة شطت بعدت النوى: البعد والفراق.
المعنى: سأرسل نظرة الوداع إلى الحبيبة رغم التباعد راجياً لقاءها رغم التفرق بيننا.
٦٢٣ - التخريج: البيت لمحمد بن بشير في (ديوانه ص ٢٩؛ والأغاني ١٦/ ٧٧؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢١٣، ٢١٥؛ والدرر ٤/ ٢٠؛ وشرح شواهد المغني ٨١٠؛ وللشماخ بن ضرار في ملحق ديوانه ص ٤٢٧؛ ولسان العرب ١٤/ ٦٦ (بدا)؛ وبلا نسبة في الخصائص ١/ ٣٤٠؛ وسمط اللآلي ص ٧٠٥ وهمع الهوامع ١٤٧/ ١).
اللغة والمعنى: القلوص: الناقة الشابة بدا لك بداء أي تغير رأيك عما سبق.
يقول لمن وعده بالقلوص: لعلّ رأيك قد تغيّر في شأن الناقة التي وعدتني بها، غير أنه يجب أن تفي بما وعدت به.
٦٢٤ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (إصلاح المنطق ص ٢٦٣؛ وأمالي المرتضى ١/ ٥٥٩؛ والخصائص ٢/ ١٣٦؛ والدرر ٤/ ٢٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨١١؛ ولسان العرب ٨/ ٥٧ (جمع)، ١٤/ ٣٥٧ (رمى)؛ ونوادر أبي زيد ص ١٣٣؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٤٧.
اللغة: المني: الأمنية. الغدو: الرواح صباحاً. مجمع أمره: حازم عازم في أمره.
المعنى: أرغب في أن تكون أموري بخير، وعزمي صحيح، وحزمي أكيد، ولكن هيهات، =