الجملة الثانية: المعترضة بين شيئين لإفادة الكلام تقوية وتسديدا أو تحسينا
  اسم «كأن»، على حد الحال في قوله [من الطويل]:
  كان قُلُوبَ الطَّير رَطْباً ويابساً ... لَدَى وَكْرِهَا العُنابُ والحشفُ الْبَالِي
  الثالث عشر بين الحرف وتوكيده، كقوله [من الرجز]:
  ٦٣٢ - لَيْتَ وَهَلْ يَنْفَعُ شَيْئَا لَيْتُ ... لَيْتَ شَبَابا بوعَ فَاشْتَرَيْتُ
  الرابع عشر: بين حرف التنفيس والفعل، كقوله [من الوافر]:
  وَمَا أَدْرِي، وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي، ... أَقَوْمٌ آلُ حِضن أَمْ نِساءُ
  وهذا الاعتراض في أثناء اعتراض آخر، فإن «سوف» وما بعدها اعتراض بين «أدري» وجملة الاستفهام.
  الخامس عشر: بين قد والفعل كقوله من [الطويل]:
  أخالِدُ قَدْ وَاللَّهِ أَوْطَأتَ عَشْوَةً ... وَمَا قَائِلُ الْمَعْرُوفِ فِينا يعنف
  الحالية المقترنة بالواو وحينئذٍ فيتعين الاعتراض عندهم قوله: (على حد الحال) أي: مجيئها من اسم كأن بقطع النظر عن التقدم فإن قوله رطباً حال من قلوب السابق. قوله: (كأن قلوب الطير الخ) هذا في وصف العقاب ومشهور أنها لا تأكل القلوب والبيت لامراء القيس وقد ضمن ذلك جمال الدين بن نباته وقد دنا من امرأة مخضبة البنان:
  دنوت إليها وهو كالفرخ راقد ... فيا خجلتي لما دنوت وإذلالي
  فقلت أمسكه بالأنامل فالتقى ... لدى وكرها العناب والحشف البالي
  قوله: (ليت الخ) ليت الثانية فاعل ينفع لأن المراد لفظها والثالثة توكيلاً للأولى وجملة وهل ينفع معترضة بين الأولى والثالثة. قوله: (وما أدري) أي: الآن وقوله وسوف الخ أي وأظن الآن إني سوف أدري في المستقبل. قوله: (وسوف أخال) الأصل وأخال سوف أدري فاعترض بإخال بين سوف وأدري وليست سوف داخلة على أخال لأن الظن واقع الآن لأن المعنى وما أدري فيما مضى وأظن الآن أني سوف أدري في المستقبل جواب هذا الاستفهام. قوله: (وهذا الاعتراض) أي: الواقع بين حرف التنفيس والفعل. قوله: (اعتراض بين أدري الخ) أي: إنه اعتراض بين الفعل وبين ما سد مسد مفعوليه.
  قوله: (وجملة الاستفهام) أعني أقول آل حصن أم نساء قوله: (أخالد الخ) تمامه:
المعنى: لم تذهب أو تتكسر حجارة موقد الحبيبة رغم مرور ردح من الدهر، سنة كاملة.
٦٣٢ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحق ديوانه ص ١٧١؛ والدرر ٤/ ٢٦، ٦/ ٢٦٠؛ وشرح التصريح ١/ ٢٩٥؛ وشرح شواهد المغني ٣/ ٨١٩؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥٢٤؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٩٢؛ وتخليص الشواهد ص ٤٩٥؛ وشرح الأشموني ١/ ١٨١؛ وشرح ابن عقيل ص ٢٥٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٤٨، ٢/ ١٦٥).