السادس عشر: بين حرف النفي ومنفيه، كقوله [من المنسرح]:

  ٦٣٣ - وَلَا أَرَاهَا تَزَالُ ظَالِمَةٌ ... تُحْدِثُ لِي نَكْبَةً وَتَنْكَؤُهَا

  وقوله [من الطويل]:

  ٦٣٤ - فَلاً، وَأَبِي دَهْمَاءَ، زَالَتْ عَزِيزَةٌ ... عَلَى قَوْمِهَا مَا دَامَ لِلزِّنْدِ قَادِحُ

  السابع عشر: بين جملتين مستقلتين، نحو: {فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ٢٢٢ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ}⁣[البقرة: ٢٢٢ - ٢٢٣]، فإن نساؤكم حرث لكم تفسير لقوله تعالى: من حيث أمركم الله، أي: إن المأتي

  وما قائل المعروف فينا يعنف

  قوله: (ولا أراها تزال ظالمة) تمامه:

  تحدث لي نكبه وتنكؤها

  فالأصل وأراها لا تزال ظالمة فاعترض بجملة أراها بين لا وبين منفيها. قوله: (فلا وأبي دهماء) تمامة:

  على قومها ما دام للزيد قادحُ

  قوله: (بين جملتين مستقلتين) أي: ليست إحداهما معطوفة على الأخرى بحيث تكون محكوماً عليها بحكمها فإن المعطوفة على الصلة صلة وعلى الخبر خبر وعلى الحالية حال. قوله: (بين جملتين مستقلتين) أي: بينهما تلازم قوله: (من حيث أمركم الله) أي: من المكان الذي أمركم الله بالإتيان فيه. قوله: (تفسير الخ) ليس المراد أن اللفظ الثاني معناه معني الأول بل المراد أن المحل المأمورين بالإتيان فيه الذي هو معنى قوله من حيث أمركم الله مجمل بينه بقوله نساؤكم حرث لكم أي أن المحل المأمورين بالإتيان فيه هو محل الحرث والزراعة، ومن المعلوم أن محل الحرث والزراعة إنما هو الفرج لا الدبر فكان بياناً له بهذا المعنى قوله: (أي أن المأتي) أي: محل الإتيان الذي أمركم الله به أي

٦٣٣ - التخريج: البيت لابن هرمة في (ديوانه ص ٥٦؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢٣٧؛ والدرر ٢/ ٤٧؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٢٠، ٨٢٦؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ١١١، ٢٤٨).

اللغة: النكبة المصيبة نكأ أي قشر الجرح أو فتحه ثانية.

المعنى: تصد ثم ترجع وعودها كالمصيبة، إذ ما تلبث جراح نفسي أن تبرأ حتى تعود، فتنزف من جديد.

٦٣٤ - التخريج: البيت لتميم بن مقبل في ملحق (ديوانه ص ٣٥٨؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٣٨٧؛ وخزانة الأدب ٩/ ٢٣٧، ٢٣٨، ٢٣٩، ٢٤٣، ١٠/ ١٠٠، ١٠١؛ والدرر ٦/ ٢١٧؛ وشرح شواهد المغني. ص ٨٢٠؛ والمقرب ١/ ٩٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٥٦).

اللغة: أبي دهماء: والد فتاة تدعى دهماء الزند: الخشبة العليا التي تحك القدح النار.

المعنى: أقسم بوالد الدهماء إن ابنته ما زالت عزيزة على مر الزمان.