الثاني: أن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره
  الثاني: أن البيان لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره، وأما قول الزمخشري: إن {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ}[آل عمران: ٩٧] عطف على {آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ}[آل عمران: ٩٧] فَسَهْرٌ؛ وكذا قال في {إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا}[سبا: ٤٦]: إن {أَنْ تَقُومُوا} عطف على {وَاحِدَةٍ}، ولا يختلف في جواز ذلك في البدل، نحو: {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢ صِرَاطِ اللَّهِ}[الشورى: ٥٢، ٥٣]، ونحو: {بِالنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ}[العلق: ١٥ - ١٦].
  الثالث: أنه لا يكون جملة، بخلاف البدل نحو: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ٤٣}[فصلت: ٤٣]، ونحو: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}[الأنبياء: ٣]، وهو أصح الأقوال في «عرفت زيداً أبُو مَنْ هُوَ»، وقال [من الطويل]:
  ٦٩٦ - لَقَدْ أَذْهَلَتْنِي أَمْ عَمْرُو بِكَلِمَةٍ ... أَتَصْبِرُ يَوْمَ الْبَيْنِ أَمْ لَسْتَ تَصْبِرُ؟
  الرابع: أنه لا يكون تابعاً لجملة بخلاف البدل، نحو: {اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ٢٠ اتَّبِعُوا
  فتحصل أن ابن مالك. يمنع إبدال الضمير من الضمير ومن الظاهر فعلى مذهبه كل من البيان والبدل لا يكون ضميراً ويكون البدل تابعاً لمضمر دون البيان.
  قوله: (لا يخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره) أي: بل يجب موافقته له فيهما. قوله: (فسهو) سيأتي في الجهة السادسة الجواب عنه بأنه أطلق العطف وأراد البدل بجامع أن كلاً مبين فهو مجاز. قوله: (إن أن تقوموا عطف على واحدة) أي: مع أن إن تقوموا مؤول بمصدر معرف أي قيامكم قوله: (لا يختلف في جواز ذلك في البدل) أي: اختلافه متبوعه في التعريف والتنكير قوله: (انه) أي: عطف البيان لا يكون جملة. قوله: (ما يقال لك) أي: ما يقول الله لك. قوله: (إن ربك) بدل من ما قيل للرسل. قوله: (إلا بشر مثلكم) بدل من النجوى قوله: (أبو من هو) هو مبتدأ وأبو خبر ومن مضاف إليه والجملة بدل من زيد قوله (أتصبر يوم البنين الخ) بدل من كلمة والمراد هنا لفظ الجملة وسبق الكلام في أنها في قوة المفرد قوله: (إنه لا يكون) أي: عطف البيان. قوله: (بخلاف البدل) أي: فإنه يكون تابعاً لجملة أي والفرض أنه جملة إذ لا يبدل مفرد من جملة وفيه أنه قد سبق له في الجملة الثالثة مما لا محل له من الإعراب أن البدل والبيان لا يكون واحد منهما جملة وهذا ينافيه وقد مر التنبيه على أن الاتباع إنما يكون في الإعراب إثباتاً ونفياً، وحينئذ فلا محذور في إبدال الجملة من الجملة.
٦٩٦ - التخريج: البيت بلا نسبة في (شرح شواهد المغاني ٢/ ٨٥٣).
اللغة: ذهل: غاب عن رشده. البين: الفراق. المعنى: لقد أدهشتني أم عمرو وأذهبت عقلي عندما قالت لي: أعندك صبر وجلد على فراقنا أم لا؟