والثالث: العطف على التوهم
  الأول الذي ذكرناه، ولا بد منه.
  والثالث: العطف على التوهم، نحو: «لَيْسَ زَيْد قَائِماً وَلَا قَاعِدِ» بالخفض على توهم دخول الباء في الخبر، وشَرْطَ جوازه صحة دخول ذلك العامل المتوهم، وشرط حسنه كثرة دخوله هناك، ولهذا حَسُنَ قولُ زهير [من الطويل]:
  بَدَا لِيَ أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضَى ... وَلاَ سَابِقِ شَيْئاً إِذَا كَانَ جَائيَا
  وقولُ الآخر [من البسيط]:
  ٧٢٧ - مَا الْحَازِمُ الشَّهْمُ مِقْدَاماً وَلاَ بَطَلِ ... إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلهَوى بِالْحَقِّ غَلابا
  ولم يحسن قول الآخر [من المتقارب]:
  ٧٢٨ - وَمَا كُنْتَ ذَا نَيْرَبٍ فِيهِمُ ... وَلَا مُنْمِش فيهم مُنْمِلِ
  لقلة دخول الباء على خبر «كان»، بخلاف خبري ليس» و «ما»، والنَّيْرَب:
  الموضوع وجعله شرطاً. قوله: (فجعل صورة لمسألة) أي: موضوعها وهو العطف على الموضع. قوله: (أسقط الشرط الأول) أي: وهو ظهور الموضع في الفصيح. قوله: (العطف على التوهم) أي: بسبب التوهم وكذا تقول في قولهم على المعنى أي العطف بسبب ملاحظة المعنى. قوله: (العطف على التوهم) أي: توهم أن العامل الموجود معدوم أو توهم أن المعدوم موجود فالأول كما في إنك وزيد ذاهبان فزيد عطف على الكاف على توهم عدم إن والثاني نحو ليس زيد قائماً ولا قاعد على توهم دخول الباء على قائماً وهذا هو المسمى بالعطف على المعنى والأولى في القرآن أن يقال العبارة الثانية. قوله: (المتوهم) أي: على المعطوف عليه وقوله كثرة دخوله أي ذلك المتوهم، وقوله دخوله هناك أي في المعطوف عليه قوله: (ولا سابق) عطف على توهم أن الباء داخلة على مدرك، وكذا تقول في ولا بطل قوله: (ولا سابق) الخ لكثرة دخول الباء الزائدة في خبر ليس المعطوف عليه قوله: (الشهم) أي: ذو الشهامة أي القوة، وقوله ولا بطل الخ لكثرة زيادة الباقي في خبر ما قوله: (ولا منمش) الشاهد في قوله ولا منمش فإنه عطف على ذا
٧٢٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الدرر ٦/ ١٦٥؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٦٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٤١).
اللغة: الحازم الذي يحزم أمره ولا يتردد الشهم: ذو المروءة والحمية.
المعنى: لا يكون البطل بطلاً بمعنى الكلمة، حتى يلجم ميول نفسه بضوابط العقل والحكمة.
٧٢٨ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الدرر ٦/ ١٦٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٩؛ ولسان العرب ٦/ ٣٦٠ (نمش)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٤٢).
اللغة: النيرب النميمة. النمش: ذو الوقيعة. المنمل: النمام.
المعنى: أنت لست نمّاماً وصاحب فتنة، وليس من طبعك هذه الصفات.