حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الرابع: ضمير الشأن والقصة

صفحة 93 - الجزء 3

  ٧٣٦ - هِيَ النَّفْسُ تَحْمِلُ مَا حُمِّلَتْ

  و «هي العرب تقول ما شاءت». قال ابن مالك: وهذا من جيد كلامه، ولكن في تمثيله بـ «هي النفس» و «هي العرب» ضَعْف لإمكانِ جَعْل «النفسِ» و «العرب» بَدَلَيْن و «تحمل» و «تقول» خبرين؛ وفي كلام ابن مالك أيضاً ضعف، لإمكان وجه ثالث في المثالين لم يذكره، وهو كون هي ضمير القصّة. فإن أراد الزمخشري أن المثالين يمكن حملهما على ذلك لا أنه متعيّن فيهما، فالضعف في كلام ابن مالك وحده.

  الرابع: ضمير الشأن والقصة، نحو: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص: ١]، ونحو: {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}⁣[الأنبياء: ٩٧]، والكوفي يُسمّيه ضمير المجهول.


  قوله: (هي النفس) أي: فالأصل النفس النفس وكذلك العرب ثم عدل إلى الضمير في التكرار من التنافر فهي مبتدأ والعرب خبر والضمير عائد على العرب المتأخر. قوله: (النفس والعرب بدلين الخ) أي: فهو ليس من الضمير المفسر له خبره بل هو القسم السادس المفسر له بدله قوله: (وفي كلام ابن مالك أيضاً ضعف) أي: كما أن في كلام الزمخشري ضعفاً فالمراد بالضعف الاعتراض وحاصل الكلام أن الزمخشري إن كان قصده الحصر فيما قال فيرد عليه أنه يصح فيه هذا الثالث كما يصح فيه الثاني الذي اعترض به ابن مالك ويرد على ابن مالك أن ظاهره أنه لا يعترض على الزمخشري إلا بما قال يرد عليه هذا الآخر أيضاً وإن أراد الزمخشري عدم التعين بما قال فلا يرد عليه اعتراض وإنما يعترض على ابن مالك بأن ظاهره أن المثال إنما يتخرج على ما قاله الزمخشري أو على ما قاله هو مع أنه يرد عليه هذا الآخر أيضاً وقد يجاب عن ابن مالك بأن القادح في أمر لا يلزمه أن يقدح بكل قادح يقدح في ذلك الأمر فيكفي أن يقدح فيه بواحد قوله وجه ثالث، حاصله أنه يمكن أن يجعل هي ضمير القصة مبتدأ وقوله: العرب مبتدأ ثان وقوله: تقول خبر الثاني والجملة خبر لهي ومميزة له وعلى كل من الأوجه الثلاثة فيه عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة قوله: (ضمير الشأن القصة) هما واحد وهو الضمير المخبر عنه بجملة مفسرة له وإنما يختلفان من جهة أن ذلك الضمير إذا كان ضمير مذكور قيل له ضمير الشأن وإن كان مؤنثاً قيل له ضمير القصة وضابط تذكيره وتأنيثه أنه إن كان في الجملة المفسرة مؤنث عمدة أنت نحو هي هند قام أبوها إلا ذكر فلا يجوز هي بنيت غرفة أو تقول في ضابط تذكيره وتأنيثه إن كانت الجملة بعدهما المبينة لهما محتوية على مسند إليه مذكراً فيذكر الضمير إن كان مؤنثاً فيؤنث الضمير وضابط ضمير القصة والشأن هو الضمير المبين بجملة عائد على متأخر لفظاً ورتبة قوله: (والكوفي يسمي) أي: هذا


٧٣٦ - التخريج: ذكر البغدادي في (شرح أبيات المغني ٧/ ٦٨ أن الشاهد لعلي بن الجهم البغدادي).