الرابع: الواقعة حالا
  الرابع: الواقعة حالاً، ورابطها إما الواو والضمير نحو: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}[النساء: ٤٣]، أو الواو فقط، نحو: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}[يوسف: ١٤]، ونحو: «جاء زيد والشمس طالعةٌ»، أو الضمير فقط، نحو: {تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}[الزمر: ٦٠]. وزعم أبو الفتح في الصورة الثانية أنه لا بد من تقدير الضمير، أي: طالعة وقت مجيئه؛ وزعم الزمخشري في الثالثة أنها شاذة نادرة، وليس كذلك؛ لورودها في مواضع من التنزيل، نحو: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}[البقرة: ٣٦]، {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ١٠١}، {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}[الرعد: ٤١]، {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}[الفرقان: ٢٠]، {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}[الزمر: ٦٠]، وقد يخلو منهما لفظاً فيقدر الضمير نحو «مررت بالبر قفيز بدرهم»، أو الواو كقوله يصف غائصاً لطلب اللؤلؤ انتصف النهارُ وهو غائص وصاحبه لا يدري ما حاله [من الكامل]:
  الذكري. قوله: (ورابطها) أي والرابط لها بصاحبها. قوله: (وأنتم سكارى) أي: والحال إنكم سكارى فالرابط الواو وأنتم. قوله: (وأنتم سكارى) ذكر عبد القاهر الجرجاني أن الفرق من جهة المعنى بين قولنا جاء القوم سكارى وجاؤوا وهم سكارى أن. الأول معنى جاؤوا وهم كذلك والثاني جاؤوا وهم كذلك باستئناف الأثبات. قوله: (ونحن عصبة) أي: فالرابط الواو إذ لا ضمير يعود على صاحب الحال وهو الذئب أو الهاء من أكله أي مصاحباً لكوننا عصبة قوله: (وجوههم) جملة حالية الرابط فيها الضمير العائد على الذين الذي هو صاحب الحال. قوله: (إنه لا بد من تقدير الضمير) أي: لأن الواو لا تكفي في الربط بل إما الواو والضمير أو الضمير فقط وهو غير قول الزمخشري لأنه يقول إن الربط بالضمير وحده نادر قوله: أي طالعة وقت مجيئه) أي: ونحن عصبة وقت أكله.
  قوله: اهبطوا بعضكم لبعض عدو) أي: فهذه جملة حالية والرابط الكاف. قوله: (فنبذوه) صوابه نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون لأن هذا التلاوة فقوله كأنهم لا يعلمون حال والربط من فريق بالهاء من كأنهم، وأما آية فنبذوه فليس فيها كأنهم لا يعلمون بل هي فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون، وقوله كأنهم لا يعلمون في هذه الآية تعريض بالزمخشري فإنه مفسر فكيف يخفى عليه هذه المواضع. قوله: (لا معقب لحكمه) أي: نافذاً حكمه. قوله: (وجوههم مسودة) حال والرابط الهاء قوله: (قفيز بدرهم) أي: قفيز منه بدرهم أي حال كونه مسعراً كل قفيز منه بدرهم قوله: (نصف النهار) أي: انتصف والماء غامرة الجملة حال من النهار ولا واو فيها وهو ظاهر ولا ضمير يعود على صاحب الحال إذ الضمير الملفوظ به