حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف التمييز

صفحة 418 - الجزء 3

  عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ٢٣ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}⁣[الرعد: ٢٣، ٢٤] أي: قائلين ذلك؛ ومثله {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا}⁣[البقرة: ١٢٧] ويحتمل أن الواو للحال، وأن القول المحذوف، خبر أي: وإسماعيل يقول كما أنَّ القولَ حُذِف خبراً للموصول في {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا}⁣[الزمر: ٣]، ويحتمل أن الخبر هنا {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}⁣[الزمر: ٣] فالقول المحذوف نصب على الحال أو رفع خبراً أوّل، أو لا موضع له، لأنه بدل من الصلة؛ هذا كله إن كان الذين للكفّار، والعائد الواو، فإن كان للمعبودين عيسى والملائكة والأصنام والعائد محذوف - أي اتخذوهم - فالخبر {إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} وجملة القول حال أو بدل.

حذف التمييز

  نحو: «كُمْ صُمْتَ»، أي: كم يوماً؛ وقال تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ٣٠}⁣[المدثر: ٣٠]، {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ}⁣[الأنفال: ٦٥]، وهو شاذ في باب «نعم»، نحو: «مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجمعة فَبِهَا وَنِعْمَتْ»، أي: فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة.

حذف الاستثناء

  وذلك بعد «إلا» وغير المسبوقين بـ «ليس»، يقال: «قَبَضْتُ عشرةً لَيْسَ إلا، أو ليس غير»، وقد تقدم؛ وأجاز بعضهم ذلك بعد «لم يكن»، وليس بمسموع.

حذف حرف العطف

  بابه الشعرُ، كقول الحطيئة [من البسيط]:


  قوله: (ربنا تقبل منا) أي: قائلين ربنا الخ. قوله: (أي وإسماعيل يقول) أي: والحال أن اسماعيل يقول. قوله: (ما نعبدهم) أي: يقولون ما نعبدهم فما نعبدهم مقول لاقول الواقع خبراً للذين قوله: (فالقول المحذوف نصب) أي: على الحال أي قائلين ما نعبدهم. قوله: (هذا) أي: ما ذكر من الاحتمالات الثلاثة في جملة القول.

  قوله: (تسعة عشر) أي: ملكاً قوله: (إن يكن منكم عشرون) أي: رجلاً. قوله: (ونعمت رخصة) مثله نعم أنت فالفاعل ضمير مستتر فيها مميز بنكرة محذوفة يدل عليه السياق أي نعم كريماً أو شجاعاً أو فتى فأنت هو المخصوص بالمدح. قوله: (حذف الاستثناء) أي: المستثنى. قوله: (قبضت عشرة ليس إلا) أي: ليس المقبوض إلا هي وقوله أو ليس غير أي ليس المقبوض غيرها قوله (بابه الشعر) أي: المسموع فيه وهذا