حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· الكاف المفردة

صفحة 481 - الجزء 1

حرف الكاف

  · الكاف المفردة - جازة وغيرها. والجارة حرف واسم.

  والحرفُ له خمسة معان:

  أحدها: التشبيه نحو: «زيد كالأسد».

  والثاني: التعليل، أثبت ذلك قوم، ونفاه الأكثرون، وقيد بعضهم جوازه بأن تكون الكاف مكفوفة بـ «ما» كحكاية سيبويه: «كما أنه لا يعلم فَتَجاوَزَ الله عنه»، والحق جوازه في المجردة من «ما»، نحو: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ٨٢}⁣[القصص: ٨٢]، أي: أعجب لعدم فَلاحهم، وفي المقرونة بـ «ما» الزائدة كما في المثال، وبـ «ما» المصدرية، نحو: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ}⁣[البقرة: ١٥١] الآية. قال الأخفش: أي: لأجل إرسالي فيكم رسولاً منكم فاذكروني؛ وهو ظاهر في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوهُ كَمَا


حرف الكاف

  (الكاف المفردة) قوله: (وغيرها) أي: وهي الضمير كبك. قوله: (التشبيه) وهو إلحاق ناقص بكامل في معنى نحو زيد كالأسد، فألحق زيد بالحيوان المفترس في الجراءة والشجاعة. قوله: (كالأسد) أي: في الجراءة قوله: (أثبت ذلك قوم) أي: مطلقاً سواء كانت الكاف مجردة من ما أو مقرونة بما الزائدة أو المصدرية قوله: (فتجاوز الله عنه) أي: تجاوز الله عنه وسامحه لكونه لا يعلم أي: لم يتجارأ على الفعل فالكاف حرف تعليل والفاء زائدة وكذا ما والكاف متعلقة بتجاوز أما على قول سيبويه من أن الفاء لا تزاد فهي عاطفة على محذوف والكاف متعلقة بذلك المحذوف أي سامحه لكونه لا يعلم فتجاوز عنه وما زائدة على كلا الحالين لا مصدرية؛ لأنها لا توصل بأن المفتوحة ومعمولها؛ لأن المصدر يؤول بأن فلا يحتاج لما ويمكن أن تجعل ما مصدرية وما بعدها فاعل يثبت محذوفاً أي: لثبوت عدم علمه وفي الفاء ما علمته من الوجهين الزيادة وعدمها. قوله: (والحق الخ) رد على من قيد وقوله: جوازه أي: التعليل.

  قوله: (أي أعجب) بفتح الهمزة وفتح الجيم فهي اسم فعل مضارع وفي ضبط بكسر الهمزة وفتح الجيم فهو اسم فعل أمر. قوله: (وفي المقرونة الخ) أي: فيكون جواز مطلقاً غير مقيد بحالة. قوله: (الآية) إنما زاد ذلك؛ لأن قولك كما أرسلنا متعلق بقوله اذكروني الواقع بعد ذلك في قوله، فاذكروني أذكركم. قوله: (وهو ظاهر الخ) أي: لأنه في الآية الأولى يلزم عليه عمل ما بعد الفاء فيما قبلها بخلاف هذا. قوله: (وهو ظاهر) يعني: أن