[الكلام على قعود التشهد وإعراب أذكاره]
  مكتوب: أشْهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ، وأشْهَدُ أَنْ محمّدٌ رَسُولُ اللهِ، (أَنْ) ها هنا. المفسرة أم لا؟ فَكَتَبَ في الجواب: بل هي (أن) المُخَفَّفَةُ من الثَّقِيلَةِ، بدليل المعطوف بعدها، وليست بمُفَسّرة. انتهى.
  و (لا) هي التي لنفي الجنسِ، والنكرةُ بَعدَها مَبنية على الفتح؛ لِتَضَمِّنها (من) الاستغراقية كما مرّ.
  و (إلا) حرف استثناء.
  و (الله) مُستَثنَى، ورَفعُهُ على البدل هو القوي المشهور، وأمّا نَصبُهُ على الاستثناء فَهُو فيه أضعَفُ منه في نحو: لا أحَدَ فِيها إلا زيدًا؛ لأنّ العامل فِيهِ وَهُوَ خَبَر (لا) محذُوف؛ إما قبل الاستثناء، وإمّا بَعدَه، وفي: لا أحَدَ فيها إلا زيدًا ظاهر، وهُوَ خَبَرُ (لا)، وتحقيقُهُ أنّ النّصبَ على الاستثناء مُطلَقًا أَقَلَّ من البَدَلِ كما لا يَخفَى وهُوَ مع في نحو: لا رَجُلَ فِيها إلا زيدًا مُلتَبِس بما لا يَجُوزُ من البدلِ من لفظِ لا رَجُل، ولا يلتبس بالبَدَلِ غَير الجائز في مَا جَاءني من أحد إلا زيدًا، وأما في ما رأيتُ أَحَدًا إلا زيدًا فَإِنَّه مُلتَبَسٌ بَبَدَلِ جائز. قالَ نَجِمُ الدِّينِ: فَعَلَى هَذَا لَا يَكَادُ يَجِيء النَّصِبُ في نحو: لا أَحَدَ فِيهَا إِلا زَيْدًا، إلا في القليل. قال الشَّاعِرُ: [البسيط]
  مهامها وحُزُونَا لا أَنيسَ بِهَا ... إِلَّا الضَّوَابِحَ والْأَصْدَاءَ وَالبُومَا
  وأمَّا نحو قولِكَ: لا إِلَهَ إلا الله، ولا فَتَى إِلَّا عَلِيُّ، وَلَا سَيْفَ إِلا ذُو الْفِقَارِ، فالنَّصب على الاستثناءِ فِيهِ أضعفُ منه في نحو: لَا أَحَدَ فِيهَا إِلَّا زَيدًا؛ لِمَا ذَكَرَنَاهُ