[الكلام على الصلاة الإبراهيمية وإعرابها]
  ارْدُدْ عَلَيْنَا شَيْخَنَا مُسَلَّما
  فَإِنَّنَا مِنْ خَيْرِهِ لَنْ نَعْدِمَا
  ولا يُوصَفُ (اللهُمَّ) عِندَ سِيبَوَيْهِ، كَسَائِرِ الأَسْمَاءِ المُختَصَّةِ بِالنَّدَاءِ.
  وأَجَازَ المُبَرِّدُ وَصْفَهُ؛ لأنَّهُ بِمَنزلَةِ يَا (الله)، وَقَد يُقَالُ: يَا اللَّهُ الكَرِيمُ، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الزمر: ٤٦].
  وهُوَ عِندَ سِيبَوَيْهِ عَلَى النَّدَاءِ الْمُستَأْنَفِ. قالَ نَجْمُ الدِّينِ: ولا أَرَى فِي الأَسْمَاءِ الْمُخْتَصَّةِ بِالنَّدَاءِ مَانِعَا مِن الوَصْفِ. قالَ: لَكِنَّ السماع مفقود فيها.
  و (صَلَّ) فعل موقوفٌ؛ لأنه دعاء، وصيغة الأمر والدعاء واحدة؛ ولذلك حُذِفَت ياؤُهُ كَما تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {اهْدِنَا}[الفاتحة: ٦].
  وقوله: (عَلَى مُحَمَّدِ): جَارٌ ومَجرُورٌ، فَالجَارُ (عَلَى)، والمَجرُورُ (مُحَمَّدٍ)، وهُوَ مَجْرُورٌ بِالكَسرَةِ؛ لأنَّهُ اسْمٌ عَرَبيٌّ، فَلَيسَ فِيهِ مِن مَوَانِعِ الصَّرْفِ إِلا العَلَمِيّة.
  وقوله: (وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ): مَعطُوفٌ عَلَيهِ، و (آل): مَجرُورٌ بـ (عَلَى)، و (مُحَمَّد): مَجرُورٌ بِإِضَافَةِ (آلِ) إِلَيْهِ، وَذَلِكَ وَاضِحٌ.
  وقد احتج بعضهم على أنّ الصّلاة بمعنَى العَطفِ المتواطئ بين الدّعاءِ والرحمةِ والاستغفار، يُتَعَبَّد بها، تعالى، ولم يجعلها مُشتركة لفظا بين الثلاثة.