[الكلام على الصلاة الإبراهيمية وإعرابها]
  و (الآل) هُم أهل البيت الأخيار، وصحت الصَّلاة على الآلِ مع الإطلاق كـ (آل إبْرَاهِيم)، ولقولِهِ تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}[هود: ٤٦]. ذَكَرَهُ في البحر.
  وأصلُ (آل) عند سِيبَوَيهِ (أهلُ) فأبدلت الهاء همزةً، ثُمَّ أُبدلت الهمزة ألفا؛ لأنها ساكِنةٌ وقَبلَها هَمزَةٌ.
  وقال الكسائي: هو آل، يؤُولُ، وأصله: الواو.
  ثُمَّ يقول داعِيًا لمحمد ÷ ثانيًا: «وَبَارِك عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدِ»، أي: وبكرامتك لهم تامَّةٌ نَامِيةٌ مُستَمِرَّةٌ.
  و (بارك) مبني على السكون؛ لأنه دعاء، كَما مَرَّ، وتفسير إعراب باقي الألفاظ المذكورَةِ كَمَا تَقَدَّمَ.
  ثم يقُولُ مُشَبِّهَا بِالكَرَامَةِ المطلوبة لمُحَمَّدٍ وَآلِهِ بِالكَرَامَةِ الَّتِي قَد مَنَّ اللَّهُ بِهَا عَلَى إبْرَاهِيمَ وَآلِهِ «كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ»، حيثُ جَعَلتَ هُم لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ.
  والكاف في قولِهِ: (كَمَا صَلَّيْتَ) هِيَ كَافُ التَشْبِيهِ دَخَلَتْ عَلَيْهَا (مَا) الكافة، وفائدتها بعدَ كَفَّهَا بِـ (مَا) تَشبِيهُ مَضمُونِ الجُملَةِ بِمَضمُونِ الجُملَةِ، كما كانت قَبْلَ كَفْهَا؛ لتشبيه المفردِ بِالْمُفْرَد.