[الكلام على دعاء التوجه وإعرابه]
  (المُشْرِكِينَ) جَمعُ مُشرك، اسم فاعِل، وهو مجرور بـ (من)، وعلامة جره الياء، ونُونُهُ مَفتوحةٌ؛ لأنَّهَا نُونُ جَمع.
  ثُمَّ يَقولُ: «إِنَّ صَلاتِي»، أي: عِبادَتِي هَذِهِ الَّتِي أُرِيدُ الدُّخُولَ فِيها، وكلّ عبادَةِ تَصدُرُ مِنِّي.
  «و» كذَلِكَ «نُسُكِي»، أي: كُلّ ما أَتقَرِّبُ بِهِ وأَتَعَبَّدُ.
  «وَمَحْيَايَ»، أي: خُروجي من الجَمادِيَّةِ إلى الحَيَوانِيَّةِ.
  «وَمَمَاتِي»، أي: خُروجي بعدَ الحَياةِ إِلى المَوتِ، فَإِنَّ كُل ذَلِكَ
  «اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ»، أي: صَلاتِي وَنُسُكِي حاصِلاً بالقُدرَةِ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ في، ومَحْيَايَ ومماتي حاصلان بقدرته، فكلها حينئذ الله، أي: حاصلة بأقداره واقتداره.
  «لا شَرِيكَ لَهُ» في ذَلِكَ الأقدار والاقْتِدَارِ والعلم بِأَنَّهُ المُختَصُّ بِذَلِكَ دُونَ غَيْرِهِ، أُمِرَتُ وتَعَبَّدتُ.
  «وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، أي: المُستَسْلِمِينَ الْمُنقَادِينَ لِذَلِكَ الأمر غير المخالفِينَ بما أُمِرُوا بِهِ، هَكَذَا ذَكَرَهُ الإمامُ المَهدِي حِينَ بَيَّنَ مَا يَنبَغِي لِمَنْ أَرَادَ الدُّخُولَ فِي الصَّلاةِ أن يقصده عند النطق بتلك الألفاظ، وذَكَرَ فِي الكَشَّافِ أَنَّ المَعنَى فِي مَحْيَايَ ومَمَاتِي وَمَا آتِيهِ فِي حَياتي وأمُوتُ عَلَيهِ من الإيمانِ والعَمَلِ الصَّالِحِ للَّهِ رَبِّ العالمينَ خالصة لوجهه، وبذَلِكَ مِن الإخلاص أُمِرتُ.
  و (إِنَّ) فِي قَولِهِ: (إِنَّ صَلاتِي) من الحُرُوفِ المُشَبَّهَةِ بالفِعلِ النَّاصِبَةِ للاسم الرافعة للخَبَر، وكُسرت همزَتُها لِوقوعِها في ابتداء الكلام، وهو من مواقع