[الكلام على الفاتحة وإعرابها]
  والثالثة: أن تُقلبَ النّونُ ميا قبل الباء؛ لكراهة نبرتها، نحو: (شَمْباء وعَمْبَر)، في (شنباء وعَنبَر).
  والرابعة: أن تُخفَى النّونُ مع غَيرِ حُروفِ الخَلقِ من باقي الحروفِ، وهي خمسةً عَشَرَ حَرفًا، وهي: (الكافُ، والقاف، والجيم، والسين، والشّينُ، والصّادُ، والضاد، والزاي، والطاء، والظاء، والدّالُ، والذالُ، والتاء، والثَّاءُ، والفاء)، نحو: مَن كَفَر، ومن قتل، ومن جائر.
  والخامسة: أن تبيين مع حروفِ الخَلقِ، وهي ستة: (الهمزة، والعين، والهاء، والغينُ، والحاء، والخاء)، نحو: من أجلك، ومن هانئ، ومن عندك، ومن غيرك، ومن حملك، ومن خافك. إلا في لغة قوم أخفُوهَا مع الغَين والخاء، فقالوا: مُنْخُل، ومُنْغُل.
  و {عَلَيْهِمْ} جارٌ ومجرُورٌ، فالجارُّ (عَلَى)، والمَجرُورُ الضمير، وهو عائد الموصول، و (عَلَى) تُكتبُ بالياء؛ لأنَّ ألفَهُ تصير مع الضمير ياءً في اللفظ، نحو: عَلَيْكَ، وكذلكَ لَدَيكَ وإلَيكَ، وهي مع الظَّاهِرِ ألفات، أعني: خطا لا لَفظًا، كَقَولِكَ: عَلَى زَيدِ، وَإِلَى زَيد.
  ومن العرب مَن يَقُولُ: جَلَستُ إلاكَ، أي: إِلَيْكَ، وَعَلاكَ دِرهَمْ، يُرِيدُ: عَلَيْكَ، حكى ذلك أبو زَيْد. قال الشَّاعِرُ: [الرجز]
  طَاروا عَلاهُنَّ فَطِرْ عَلاهَا
  وَاشْدُدْ بِمَثْنَى حَقَبٍ حَقَوَاهَا