إعراب أذكار الصلاة المكتوبة وكشف أسرارها المحجوبة،

علي بن محمد البكري (المتوفى: 882 هـ)

[الكلام على الفاتحة وإعرابها]

صفحة 81 - الجزء 1

  والأصل في {عَلَيْهِمْ} بضم الهاءِ، وهي لغة رسول الله ÷، وقد قرأ بذلك حمزة، وإنما كسر الهاءَ مَن كَسَرها لمجاورة الياء، فأما أهل المدينة ومكة فيصلونَ الميم بواو في اللفظ، فيقولونَ: (عَلَيْهِمُو)، فالواو علامة الجمع، كما كانت الألفُ في (عَلَيْهما) علامة التثنية، ومَن حَذَفَ الوَاوَ فَإِنَّمَا حَذَفَهَا اختصارًا. وأجمعَ القُرّاء على كسر الهاء في التثنية إذا قلت: (عَلَيْهما)، قال الله تعالى: {يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا}⁣[المائدة: ٢٣]، إلا يعقوب الحضرمي فإنَّهُ ضمَّ الهاءَ في التثنية كما ضمها في الجمع، هكذا حكاه ابنُ خَالَوَيْهِ. وإِن شِئتَ أَن تَقِفَ على حقيقة الحال فاستَمعْ لِما يُقَالُ: اعلم أنّ الهاءَ في المثنى والجمعين إن كان قبلها فتحةٌ أو ضمَّةٌ فهي مَضمُومَةٌ لا غير، نحو: لهُما، وغُلامُهُم، وإِن كان أَلِفٌ أَو وَاو أو ساكِنُ صَحِيحٌ فكذلك، إلا ما حَكَى أبو علي من نحو: (مِنْهِ، مِنْهَا، مِنْهم، واضربها، واضْرِبُهم للإتباع، وعدّ الحَاجِزَ غَيْرَ حَصِينٍ لِسُكُونِهِ؛ وإِن كان قبلها كسرة أو ياء، فَمَن قال في الوَاحِدِ بِهو وعَلَيْهُو، وهُم أهل الحجاز، قال في المثنى والجمعين أيضًا بضَمِّ الهاءِ، نحو: إِنْ غُلَامِيْهُما وَغُلَامِيْهُم وغُلَامِيْهُن، وبغُلامِها وبغُلامِهم وبغُلامِهن. وحمزةُ يَخُصُّ بالضَّمِّ في جمع المذكَّرِ، ثَلَاثَ كلمات: عَلَيْهُم، وإلَيْهُم، وَلَدَيْهُم، قيل: لو كان الياء بدلاً عن الألف فأَعْطِ الياء حكم أصلها، وقد جاء: عَلاهُ، وَإِلاهُ، وَلَدَاهُ، على الأصل.