[الكلام على الفاتحة وإعرابها]
  قال نجمُ الدِّينِ: وكَذَا إن كانَ المِيمُ بَعدَ الهَاءِ المَضْمُومَةِ، على ما هُو مَذْهَبُ أهلِ الحِجَاز في: (بهم، وعَلَيْهُم)، وعلى ما هُو المُتَّفَقُ عَلَيْهِ فِي نَحو: (لهُم، وغُلامُهُم، وقَفَاهُم)، وكَذَا (مِنْهُم) على الأشْهَرِ. وكذا في (أنتُم، وضَرَبْتُم، وغُلامُكُم)، لَهَا خَمْسَةُ أَحوَالِ:
  حالتان قبل السّاكِنِ الضَّمُّ وهُو الأقيس والأشهر للإتباع، والنظر إلى الأصل. والكسر نظرا إلى السَّاكِنين، قال نجم الدين: وهو في غاية القلةِ حَتَّى مَنَعَهُ أبو علي.
  وثلاث قبل المتحرك:
  الأولى: الإسكان، وهو الأَشْهَرُ.
  الثانية: ضَمُّهَا وَوَصلُهَا بِوَاوِ.
  والثالثة: - وهي: مُختَصَّةٌ بِمِيم قبل هائها كسرةٌ، أو ياء -: كَسْرُ المِيمِ وَوَصْلُها بياء، نحو: عَلَيْهُمِي، وَبِهِمِي. فَكَسْرُ المِيم مُجانَسَةِ الياء، أو الكَسرَةِ قبل الهاء، وقلبُ الوَاوِ ياءً لأجلِ كَسرِ الميم، ومَنَعَ هذا الوَجهَ أيضًا أبو علي، حكاه نجمُ الدِّينِ ¦.
  وقوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة: ٧]، بدلُّ مَن {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} على معنى أنّ المُنَعَمَ عَلَيهِم هُم الَّذينَ سَلِموا مِن غَضَبَ اللَّهِ وَالضَّلَالِ.
  فإن قيلَ: كيف صَحَّ أن يقعَ {غَيْرِ} صفةٌ لِلمَعرِفِةِ وَهُوَ لَا يَتَعرّف، وإِن أُضِيفَ إلى المعارف؟