[الكلام على قعود التشهد وإعراب أذكاره]
  ثُمّ يَقُولُ: «التَّحِيَّاتُ للهِ»، أي: العَظَمَةُ اللهِ، وقِيلَ: أي: الملك الله، وقِيلَ: أي: الدَّوَامُ والبقاء لله، وقِيلَ: سَلامُ الخَلْقِ؛ لِقَولِهِ تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}[الأحزاب: ٤٤].
  و (التَّحِيَّاتُ) جَمعُ تَحِيَّة، مُبتَدَأ وخَبَرُهُ (اللهِ)، وأصل تَحِيَّة: تحية، على وزن (تَكْرِمَة)، نُقِلَت كَسَرَةُ اليَاءِ الأولى إلى الحَاءِ، ثُمَّ أَدعِمَت اليَاءُ فِي اليَاءِ.
  ثُمَّ يَقُولُ: (وَالصَّلَوَاتُ)، أي: هَذِهِ الْمَكْتُوبَاتُ.
  (الطَّيِّبَاتُ)، أي: الأعمالُ الصَّالِحَةُ، وقِيلَ: المَحَامِدُ اللهِ تعالى، وخَبَرُ (الصَّلَوَاتُ) و (الطَّيِّبَاتُ) مَحذُوفٌ، دل عَلَيْهِ خَبَرُ التَّحِيَّات، والعَطَفُ عَلى هَذَا التَّقْدِيرِ مِن بَابِ عطف الجملة على الجملة، ويَجُوزُ أن يَكُون (الصَّلَوَاتُ) و (الطَّيِّبَاتُ) مَعطُوفَينِ عَلَى المُبَتَدَأَ الأَوَّلِ الَّذي هو (التَّحِيَّاتُ)، وخَبَرُ الجَمِيعِ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْمَلفُوظُ بِهِ، وَيَكُونُ حِينَئِذٍ مِن بَابِ عَطْفِ المفرَدِ.
  ثم يَختم ذلكَ بأن يَقُولَ: (أَشْهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ)، أي: أَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ تَحِقُّ لَهُ هذه العبادَةُ إِلا هَذَا الإله المعبود.
  وَ (أَشْهَدُ) فعلٌ مُضَارِعٌ وعَلامَةُ مُضَارِعتِهِ الهَمَزَةُ، وَهُوَ مَرْفُوعٌ؛ لِتَجَرُّدِهِ عَن النَّاصِب والجَازِمِ.
  و (أَنَ) هِيَ المُخَفَّفَةُ من الثَّقِيلَةِ، ومَنصُوبها ضَمِيرُ شَأْنٍ وَاجِبُ الحَذفِ، وَمِمَّا يَدُلُّ على أنها المُخَفَّفَةُ من الثَّقِيلَةِ، ومَنصُوبَها ضَمِيرُ شَأْنِ وَاجِبُ الحَذَفِ مَا رُوي عن بَعضِهِم أَنَّهُ قالَ: كُنا مع بُرهان الدين المطرزي، فأتي إليه برقعَةٍ فيها