أسماء الاستفهام، معانيها
  القسم الثالث: من أقسام المبنيات أسماء الاستفهام:
  (قال الشيخ: وفي الأسماء أسماء مشكلة مثل أسماء الاستفهام التسعة وهي: (من وما وكم وكيف وأين وأي ومتى وأيان وأي) كلها أسماء لأنها معمولة، ويدخل على أكثرها حروف الجر، ومعانيها تفسر بأجوبتها، وكلها مبني سوى أي).
  قال السيد الإمام:
  قبل الشروع في المقصود منها نذكر البحث عن أمرين. أحدهما: في الدلالة على اسميتها. والذي يدل على كونها أسماء وجوه ثلاثة:
  أولها: فلأنها دالة على معنى في نفسها من غير اقتران بزمن مخصوص، وهذه هي حقيقة الاسم وفائدته، فيجب أن يحكم عليها بأنها أسماء.
  وثانيها: فلأنها تفسر بالأسماء، ألا ترى أنك تقول: من جاءك؟ فنقول: زيد أو عمرو. وما أكلت؟ فتقول: خبزاً أو لحماً، وكم دراهمك؟ فتقول: عشرون أو ثلاثون. فلما فسرت بالأسماء دل على أنها أسماء.
  وثالثها: فإنها تقع مفعولة، وتدخل عليها حروف الجر، أما وقوعها مفعولة ففي نحو قولك: من أكرمت؟ وما أكلت؟ وكم أخذت؟ وأين كنت؟ وغير ذلك. وأما دخول حرف الجر عليها؛ ففي نحو قولك: لم قلت؟ وبمَ أخذت؟ وعلى من نزلت؟ و «فيم أنت من ذكراها كما قال تعالى».
  وثانيهما: في علة بنائها، وإنما بنيت لأمرين: أما أولاً: فلأنها تضمنت حرف الاستفهام فبنيت لأجله. وأما ثانياً فلأن في أسماء الاستفهام ما وضعه وضع الحرف فأشبه الحرف في صورته فبني كبنائه الا ترى أن (من) مثل (عن)، فلما شاكله في