على الجر لأن النصب حركة المفعول الصريحة والجر حركة المفعول بواسطة، فكان النصب أدخل في المكانة من الجر، وإنما قدم الجر على الجزم لأن الجر من خصائص الأسماء، والجزم من خصائص الأفعال، والاسم مقدم على الفعل، فكذلك أيضاً حركته. ولأن الجر حركة والجزم سكون، والحركة أقوى من السكون، وإنما قدم الجزم على العامل لأن فصل العامل كلام في كيفية تأثير المؤثر، وذلك لا يتم إلا بعد الكلام في المؤثر والأثر جميعاً وإنما قدم العامل على التابع، لأن التابع، لا يكون تابعاً إلا بعد كمال المتبوع في إعرابه وعامله، وإنما قدم التابع على الخط إذ لا يمكن المواضعة عليه إلا بعد الفراغ من المواضعة على اللفظ والاصطلاح عليه، فهذا هو الوجه في ترتيب الأبواب.