الأسماء الموصولة
  الحكم الخامس: إن بعضها إذا وليه الاسم المبتدأ لم يقع قط إلا إخباراً كقولك: (أين زيد؟) و (كيف عمرو؟) و (متى القتال؟)، وبعضها إذا وليها الاسم جاز أن يكون مبتدأ وأن يكون إخباراً نحو قولك: (من زيدٌ؟) و (ما الخبر) فإن (من وما) هاهنا يجوز أن يكونا مبتدأين وجائز أن يكونا خبرين بخلاف ما ذكرنا فهذه جملة أسماء الاستفهام.
  القسم الرابع من أقسام المبنيات (الموصولات)
  (قال الشيخ: ومثل الأسماء الموصولة التسعة وهي الذي والتي وتثنيتهما وجمعهما (ومن وما) بمعناهما، (وأي والألف واللام) بمعناهما، (وذو) في لغة طيء، (وذا) إذا كان معها (ما) و (الأولى) بمعنى الذين كل ذلك إذا كان بمعنى الذي كان موصولا وكلها مبني سوى أي، وكلها لايتم إلا بصلة وعائد وجملة صلاتها أربعة أشياء؛ مبتدأ وخبر، وفعل وفاعل، وشرط وجزاء، وظرف وحرف، واسم الفاعل مع الألف وللام وكذلك اسم المفعول).
  قال السيد الإمام:
  وقبل الشروع في المقصود نذكر حقيقة الموصول والدليل على اسميته، والعلة في بنائه.
  أما حقيقته فمعنى الوصول في لسان النحاة (هو ما لا يستقل أن يكون جزءا إلا بجملة يردف بها) والمعنى بقولنا لا يستقل جزءاً إلا بجملة أي لا يمكن وقوعه فاعلاً ولا مبتدأ إلا بجملة يردف بها هذا أحسن من قولهم هو مالا بد له في تمامه اسماً من جملة لأن الجمل ليست بشرط في اسميته؛ فإنه دال على الاسمية من دون الجملة؛ وإنما الجملة شرط في استقلاله بكونه فاعلاً ومبتدأ، فكان ما ذكرناه أولى وأحق.
  وأما الدلالة على اسميته فمن وجهين أما أولاً فلأنه دال على معنى في نفسه من غير اقتران بزمان، وهذه حقيقة الاسم ومعناه.