الأسماء الموصولة
  وأما ثانيا: فلأن خصائص الاسم حاصلة فيه، وهو وقوعه فاعلاً، ومفعولاً ومبتدأ وصفة وموصوفا، وهذه كلها خصائص الاسم ولوازمه؛ فلهذا حكمنا عليه بالاسمية لما ذكرناه وأما العلة في بناء هذه الموصولات فأمران. أما أولاً: فلأنها مفتقرة إلى صلة وعائد فأشبهت الحرف في افتقاره إلى غيره فبنيت كبنائه. وأما ثانياً: فلأن فيها ما يشبه الحرف في صورته (كما) و (الألف واللام) في اسم الفاعل والمفعول فبنيت كبنائه. ثم حملت سائر الأسماء الموصوله عليها فكانت مبنية كلها؛ فإذا عرفت هذا فاعلم أن مقصود هذا القسم ينحصر في مواضع ثلاثة. الأول: في كمية الموصولات، والثاني: في ذكر صلاتها والثالث: في حكم العائد من الصلة إلى الموصول.
  أما الموضع الأول: وهو في كمية الموصولات، فاعلم أنها منقسمة باعتبار صيغها إلى ستة أقسام.
  القسم الأول: (الذي والتي) وهما بالإضافة إلى ما ينصرف منها على ثلاث مراتب.
  المرتبة الأولى: موضوعة للمفرد وفيها لغات (الذي والتي) بتشديد الياء (والذي والتي) بتخفيف الياء وهي الأكثر، (واللذ واللتِ) بحذف الياء مع الكسر و (اللذ واللت) بحذف الياء مع الإسكان.
  المرتبة الثانية: موضوعة للمثنى وهي (اللذان واللتان) بتشديد النون وتخفيفها والإعراب بالحرف كما قررناه من قبل.
  المرتبة الثالثة: موضوعة للجمع (فالذين) للمذكر في كل الأحوال، وقد يقال فيه (الذون) في حال الرفع (والألى) أيضاً للجمع.