صلة الموصول
  أحدهما: أن يكون مرفوعاً. وهو إذا كان مرفوعاً لازم وغير لازم. ونريد بكونه لازماً أنه لا يجوز طرحه واللازم يكون واقعاً في رتبة الفاعل في مثل قولك (يعجبني الذي قام والذي ضرب) فهذا ونحوه لا يجوز طرحه، كما لا يجوز طرح الفاعل. وغير اللازم إذا وقع مبتدأ في نحو قولك (ما أنا بالذي قائل لك شيئاً) أي ما أنا بالذي هو مائل شيئا، فهذا ونحوه يجوز طرحه إذا كان في الكلام طول. وقرئ قوله تعالى {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}[الأنعام: ١٥٤] بالرفع على طرح المبتدأ كما ذكرنا فحصل من كلامنا أنه لا يجوز طرح العائد إذا كان مرفوعاً إلا إذا كان مبتدأ يطول به الكلام.
  وثانيهما: أن يكون مجروراً ثم لا يخلو إما أن يكون مجروراً بالإضافة أو بحرف الجر فإن كان جره بالإضافة لم يجز طرحه في مثل قولك (الذي قام غلام زيد) فلو طرحت الهاء من غلامه لم يسد كلامك. وإن كان مجرورا بحرف الجر جاز طرحه أيضاً كقوله تعالى {وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ}[القصص: ٦٨] أي ما كان لهم الخيرة فيه، ولأنه في موضع المفعول فجاز حذفه كما يجوز في المفعول.
  وثالثها: أن يكون منصوباً في نحو قولك (أعجبني الذي أكرمته) فهذا ونحوه يجوز طرحه لوقوعه فضلة في الكلام، وحذفه كثير في كتاب الله تعالى، ومنه قوله تعالى: {وَمَا عَمِلَتْ أَيْدِيهِمْ}[يس: ٣٥] أي عملته، وقال تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا}[يس: ٧١] أي عملته، فهذه جملة الكلام في الموصولات.