الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الظروف

صفحة 236 - الجزء 1

القسم الخامس من أقسام المبنيات: الظروف

  (قال الشيخ ومثل الظروف المبنية وهي «إذ وإذا وأمس والآن وقط» كلها أسماء لأنه مفعول فيها).

  قال السيد الإمام:

  اعلم أن الظروف من جملة المفاعيل الحقيقية وأصلها أن تكون معربة بالنصب على المفعولية وربما عرض لها البناء في بعض مواقعها لأمور أوجبت بناءها.

  وجملة ما بني من الظروف أجناس خمسة:

  الجنس الأول: الغايات نحو (قبل وبعد وخلف وأمام وقدام وفوق وتحت ووراء وأسفل ودون ومن عل) وإنما أسميت غايات لأن غاية الشيء حده ومنقطعة، وكان الأصل فيهن أن ينطق بهن مضافات إلى ما بعد هن ليتضح أمرهن بالإضافة فلما اقتطع عنهن ما يضفن إليه وسكت عليهن، ضرب بذلك حدوداً ينتهي عندهن، ولهذا قيل لهن غايات وإنما وجب لهن البناء لمشابهة الحرف، لأنها لما افتقرت في إيضاحها إلى مضافها المنوي فيها، أشبهت الحرف لأجل افتقاره إلى غيره فبنيت كبنائه، ومن ثم لم يجب البناء لها إلا إذا كان المضاف إليه منويا فيها، فأما إذا كان محذوفاً غير منوي وجب الإعراب كقوله:

  فساغ لي الشراب وكنت قبلاً ... أكاد أغص بالماء الفرات