الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الفصل الثاني من فصل الاسم

صفحة 238 - الجزء 1

  يرفعه على إضمار فعل. و (إذ) موضوعه دلالة على زمن ماض ويعمل فيها ما قبلها، وليس فيها معنى المجازاة إلا إذا دخلت عليها (ما) في نحو قولك إذا ما جئتَ جئت).

  و (إذا) موضوعة للدلالة على زمن المستقبل ويعمل فيها جوابها، وفيها معنى الشرط، وإذا دخلت عليها (ما) كانت أوقع في المجازاة. والعلة في بنائهما أمران. أما أولاً: فلأنهما مضافان إلي ما بعدهما من الجملة الفعلية وهي غير متمكنة، فوجب بناؤهما. وأما ثانياً: فلأنهما مفتقران في إيضاحهما إلى وقوع الجمل بعدهما فأشبها بذلك الحرف، فبنيا كبنائه.

  الجنس الثالث: (أمس): وفيها لغتان أحدهما: أنها مبنية على الكسر، وهي لغة أهل الحجاز، وإنما بنيت لتضمنها لام التعريف المعهودة، لأن إطلاقه الأشهر على الأمس الذي يليه يومك. وثانيتهما: أنها معربة متروكة الصرف، وهي لغة بني تميم، فيقولون: (ذهب أمس بما فيه) و (ما رأيته مذ أمس) وحركت على لغة أهل الحجاز لالتقاء الساكنين، وخصت بالكسر على أصل التقاء الساكنين.

  الجنس الرابع الآن: وهو للزمن الذي يقع فيه كلام المتكلم وأكثر النحاة على بنائه. واختلفوا في علة بنائه، فالذي ذهب إليه سيبويه واعتمده سائر البصريين أن علة بنائه (تضمنه للام التعريف غير هذه الموجودة فيه وأن هذه الموجودة زائدة،