الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

التنوين

صفحة 245 - الجزء 1

  يا أبتاه علك أو عساكاً

  وتنوين مقابلة بإزاء نون في المذكر نحو «عرفات ومسلمات.»).

  قال السيد الإمام:

  قبل الشروع في المقصود نذكر حقيقة التنوين مطلقاً واعلم أن ماهية التنوين أن يقال: هو نون تتبع آخر الاسم ساكنة فقولنا نون تتبع آخر الاسم احترازاً عن نون التأكيد الخفيفة في مثل قولك (اضربن) فإنها تابعة للفعل فلا يكون تنوينا، وقولنا ساكنة، احتراز عن مثل نون (رعَشَن) و (صَفَنَّ) فإنه نون تتبع آخر الاسم ولكن ليست بتنوين لما كانت متحركة بحركة الإعراب تقول (هذا رعشن وصفن).

  فإذا عرفت هذا فاعلم أن الكلام في التنوين يحصره موضعان:

  الأول: في أقسامه. والثاني: في ذكر أحكامه.

  أما الموضع الأول: في ذكر أقسامه فاعلم أن التنوين منقسم إلى خمسة أقسام.

  أولها: تنوين التمكين وهو اللاحق بآخر الأسماء دلالة على كونه منصرفاً. في مثل (زيد وعمرو ورجل)، فإن زعم زاعم أن التنوين في مثل رجل للتنكير فهو مردود لأنه لو كان للتنكير لكان إذا سمينا رجلاً بفلس وثوب أن يبطل تنوينه لزوال التنكير، فلما كان التنوين حاصلاً عند تسميته دل على أنه أمارة لعلم الصرف.

  وثانيها: تنوين التنكير وهو اللاحق في آخر الأسماء دلالة على أنه غير معين في (صه وصه وسيبويه وسيبويه آخر)، فطرح التنوين في مثل هذه الأسماء للدلالة