الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الفصل الثاني الفعل

صفحة 252 - الجزء 1

الفصل الثاني الفعل

  (قال الشيخ: الفعل ما دل على حدث وزمان مختص، مثل فعل، يفعل، سيفعل. وإنما لقب هذا النوع فعلا؛ لأنه لفظ يوزن به جميع الأفعال ويعبر عنها. قال الله تعالى {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}⁣[الأنبياء]، وقسمة الأفعال كلها ثلاثة ماض، ومستقبل، ولا ماض ولا مستقبل وهو الحال).

  قال السيد الإمام:

  هذا الكلام مشتمل على ثلاثة مواضع: الأول: في حقيقة الفعل وذكر ما يرد فيه من الإشكالات عليه. والثاني: في لقبه، والثالث: في تقسيمه.

  أما الموضع الأول: وهو في حقيقة الفعل فاعلم أن الفعل يطلق في لسان أهل اللغة ويراد به المصدر ولهذا يقولون أفعال فلان حسنة، ويقصدون ذلك جميع تصرفاته من قيام وتصرف وذهاب وربما قال سيبويه الفعل وعنى به المصدر، وفي مصطلح النحاة له تعريفان التعريف الأول: ما ذكره الشيخ هاهنا. وهو ما دل على حدث وزمان مختص، فدلالة الحدث مأخوذة من نفس اللفظ ودلالة الزمان من نفس الصيغة فإذا قلت (قام وخرج) حصلت الدلالتان معاً. فقولنا قام يدل على القيام، وقولنا خرج يدل على الخروج وصيغة قولنا قام يدل على المضي، وقولنا يقوم دالة على الحال والاستقبال وقولنا مختص يحترز به على الصبوح والغبوق فإنهما دالان على حدث وزمان. وليسا بفعلين لما كان زمانهما ليس مختص بأحد الأزمنة الثلاثة فهذا محصول كلام الشيخ من تعريف ماهية الفعل وهو قوي لا اعتراض عليه.

  التعريف الثاني لحقيقة الفعل: وهو ما دل على معنى في نفسه مقترناً بأحد الأزمنة الثلاثة فقولنا ما دل على معنى في نفسه يحترز به عن الحرف، وقولنا