أمثلة الفعل الماضي
  زمانك) فقولنا ما دل على حدث مقترن ظاهر وقد مر بيانه وقولنا قبل زمانك يخرج به الفعل المضارع فإنه دال على حدث مقترن بزمان ولكن ليس قبل زمانك، وإنما هو بعده، فإذا تقررت هذه الجملة فنقول: كلام الشيخ هاهنا مشتمل على مواضع ثلاثة: الأول: في ذكر أمثلة الفعل الماضي الذي يسمى فاعله.
  والثاني: ي: في ذكر أمثلة الفعل الماضي الذي لم يسم فـ فاعله والثالث: في أحكام الفعل الماضي.
  أما الموضع الأول: وهو في ذكر أمثلة الفعل الماضي الذي سمي فاعله أنها على مراتب أربع.
  المرتبة الأولى: للثلاثي المجرد وأبنيته ثلاثة (فَعَلَ) وهو على وجهين متعد كقولنا (كَتَبَ وقَتَلَ) ولازم نحو قولك (حَضَرَ وخَرَج) و (فَعِلَ) وهو على وجهين أيضاً متعد كقولنا (علم، وشرب) ولازم نحو (فرح وجذل) و (فعل) وهو لازم وغير متعد كقولك (شرف وكرم) وسيأتي حكم أبنية المضارع إن شاء الله تعالى.
  المرتبة الثانية: الثلاثي المزيد وأبنيته خمسة وعشرون بناء تمر في أثناء التقسيم وهي على ثلاثة أضرب.
  فالضرب الأول: منها موازن للرباعي على سبيل الإلحاق وتنتظم فيه ثلاث فوائد:
  فالفائدة الأولى: في معنى الإلحاق، وحاصله زيادة حرف في الكلمة أو أكثر اتباعاً لوزن بوزن وتنزيل الحرف الزائد بمنزلة الحرف الأصلي (فالواو) في نحو (حوقل) و (الياء) في مثل (بيطر) بمنزلة (الحاء) من (دحرج) وهكذا القول في سائر الملحقات فهذا معنى قولنا في الشيء أنه يلحق بغيره.
  الفائدة الثانية: في شرائطه وله ثلاث شرائط: إحداها: أن تكون عدة حروف الملحق كعدة الحروف في الملحق به؛ لأن الرباعي لا يكون ملحقا بالخماسي، ولا الخماسي بالرباعي، وإنما يلحق الثلاثي بالزيادة بالرباعي الأصلي ليكون مثله في عدة الأحرف كما ألحقنا (حوقل) مع زيادته (بدحرج). وثانيها: أن يكون وزن الملحق كوزن الملحق به، ألا ترى أنا ألحقنا قولنا حوقل وبيطر بدحرج لما كان كل واحد منها بوزن (فعل) ولم نلحق (أخرج) (بدحرج) وإن كانت عدة حروفه كعدة حروف (دحرج)، لما لم يكن مثل وزنه لأن وزن (أخرج) أفعل ووزن (دحرج) فعلل، فلما اختلفا في الوزن لم يلحق به.