الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الفصل الثاني: الفعل المضارع

صفحة 260 - الجزء 1

الفصل الثاني: الفعل المضارع

  (قال الشيخ: وأما الفعل المستقبل والحال فهما سواء في اللفظ، وهو ما كان أولهما همزة متكلم أو نون جماعة أو واحد معظم أو تاء مخاطب أو مؤنث غائب، أو ياء مذكر غائب، مثل: أنا أفعل، نحن نفعل، أنت تفعل، هو يفعل، هي تفعل فهذه هي حروف المضارعة وهي من كل فعل ثلاثي أو خماسي أو سداسي بالزيادة مفتوح أبدا، ومن كل فعل رباعي مضموم أبداً، إلا إذا بني ذلك لما لم يسم فاعله، فكله يضم أوله، وحرف الإعراب منه مرفوع أبدا ما لم يكن معه ناصب ولا جازم ولا نون تأكيد ولا نون جماعة نساء وسيأتي ذكر ذلك).

  قال السيد الإمام:

  هذا الكلام مشتمل على مواضع ثلاثة:

  الأول: في حقيقة الفعل المضارع والعلة في إعرابه وأبنيته الثاني: في ذكر حركة حرف المضارعة، الثالث: في أحكام الفعل المضارع.

  أما الموضع الأول: وهو في حقيقة الفعل المضارع فاعلم أن حقيقة المضارع ما اعتقب في صدره أحد الزوائد الأربع وهي (الهمزة والنون والتاء والياء) فالهمزة للمتكلم كـ (أنا أفعل) والنون للجماعة وللواو المعظم كقولك (نحن نفعل) والتاء للمخاطب كقولك (أنت تفعل) والمؤنثة، والمؤنثين عند الغيبة، تقول (هند تفعل والهندان تفعلان) والياء للغائب تقول (زيد يفعل، والزيدون يفعلون، والنساء يفعلن) ويطلق على الحال والاستقبال بلفظ واحد، ألا تراك تقول (زيد يقوم) فيصلح لهما جميعا وللناس فيه مذاهب ثلاثة. فمنهم من زعم أنه حقيقة في الحال مجاز في المستقبل. ومنهم من عكس هذا وقال: إنه حقيقة في المستقبل مجاز في الحال،