الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الفصل الثاني من فصل الاسم

صفحة 262 - الجزء 1

  أولها: فَعَلَ نحو (كَتَبَ) ويأتي مضارعه على يَفْعُل نحو (كتب يكتب) و (قعد يقعُد) وعلى يفعِل (ضَرَب يضرب، وجلس يجلس).

  وثانيها: فَعل نحو (علم) ويأتي مضارعه على يَفْعل نحو (شرب يشرب وسعد يسعد) ويعل نحو (ومق - يمق - ووثق يثق).

  وثالثها: فَعَلَ وَلَه مضارع واحد نحو (كرم، يكرم، وشرف، يشرف) وأما الرباعي فليس له إلا بناء واحد في المتعدي واللازم كقوله (دحرج يدحرج، وقرطس يقرطس).

  وأما الموضع الثاني: وهو بيان حركة حروف المضارع، فاعلم أن له في الحركة ثلاث حالات:

  الحالة الأولى: يكون فيها مفتوحاً بكل حال، وهذا إنما يكون في الفعل الثلاثي على اختلاف أبنيته فتقول فيه (كتب يكتبُ، وفرح يفرح، وشرف يَشرف) وفي الفعل الخماسي بالزيادة نحو (يتقرطس ويتعلم ويتناظر) وفي الفعل السداسي أيضاً بالزيادة نحو (استخرج يستخرج)، فتجده مفتوحا في هذه الأشياء كما ذكرناه. والعلة في ذلك أن الفعل الثلاثي كثير الدور في لسانهم فخصوه بالفتحة طلبا للخفة، فأما الفعل الخماسي والسداسي فإنما فتحوها لكثرة حروفها فلم يرد إثقال بالضمة فلهذا وجب فتحهما.

  الحالة الثانية: يكون فيها مضموماً بكل حال سواء كان الفعل ثلاثياً أو رباعياً أو خماسياً أو سداسيا، وهذا إنما يكون في كل فعل بني لما لم يسم فاعله فإنه يضم منه حرف المضارعة ويفتح ما قبل آخره والعلة في ذلك أن هذه الصيغة لما التزموا فيها طرح الفاعل خصوه بالضم في أوله إيذاناً بحذف الفاعل. الحالة الثالثة: أن يكون مضموماً على حال دون حال نحو (أعطى يُعطي وأكرم يُكرم، وقرطس يُقرطس) فيضم إذا كان رباعياً مجرداً نحو (يُقرطس) أو رباعياً بالزيادة نحو (أعطى يُعطي وأكرم يُكرم) فإن زاد على الأربعة نحو (استكرم) أو نقص عن الأربعة نحو (كرم يكرم) كان مفتوحا كما ذكرنا من قبل، وإنما وجب