القسم الثالث: ما يختص الفعل من جملته، وهو التصرف بالماضي والحال والاستقبال والأمر والنهي من نحو قولك (حضر، يحضر، سيحضر، احضر، لا تحضر) وإنما كان هذا التصرف مخصوصاً بالأفعال لأنا قد قدمنا أن الإعراب فيها ليس بأصل، لأن اختلاف صيغها قد أغنى عن إعرابها.

  القسم الرابع: ما يختص الفعل من جهة معناه، وهو كونه خبراً ولا يخبر عنه وإنما كان هذا من خصائص الفعل لأن الأشياء على ثلاث مراتب. فمنها ما يخبر به ويخبر عنه وهذا هو الاسم لاختصاصه بالقوة والأصالة، ومنها ما يخبر به ولا يخبر عنه وهذا هو الفعل لانحطاطه عن درجة الأسماء واختصاصه بكونه لا يقع إلا مسنداً، ومنها ما لا يخبر به ولا يخبر عنه وهذا هو الحرف، فإنه لضعفه لا يقع مسنداً ولا مسنداً إليه، فهذه جملة خصائص الأفعال، وقد قدمنا الفرق بين الحد والخاصة وذكر معناها في فصل الاسم.